إعداد المونة يخرج من قاموس الكثير من المواطنين
بدأت العديد من الأسر بتجهيز مونة الملوخية والبامياء والباذنجان المجفف والمكدوس والمربيات وغيرها من المواد استعداداً لفصل الشتاء، وتلجأ بعض الأسر والتي تكون أحوالها المادية ميسورة للاستعانة بسيدات للقيام بتجهيز المؤونة لهم، مما يوفر فرص عمل جيدة لبعضهن لتجهيز هذه المؤونة لتلك العائلات، أو بيعها جاهزة “مفروطة” أو مفرزة أو حتى ميبسة أحياناً وكله حسب طلب الزبون.
مها مدرسة وأم لثلاثة أطفال أوضحت بحديثها أن عائلتها تحتاج إلى مونة كبيرة من البامياء والملوخية والمكدوس، وعملها الصعب لكونها تدرس بأحد المعاهد الخاصة، لايسمح لها بشرائها وتحضيرها بالمنزل لذلك تلجأ لشرائها “مفروطة وجاهزة”، وبعدها تقوم بوضعها بأكياس المونة وتفريزها لأنها هذا العام نعمت بتركيب ألواح الطاقة الشمسية لتشغيل “الفريزر” الخاصة بالمونة.
أما أبو أحمد أوضح أنه يشتري البامياء والفول والبازيلاء منذ بداية الموسم على مراحل وتقوم زوجته بتجفيفهم ضماناً لبقائها وعدم رميها كما حصل في العام الماضي بسبب تردي واقع الكهرباء، مؤكداً أنه دفع ثمن المونة مرتين مرة حين عفنت أكياس المونة بسبب عدم وجود الكهرباء ومرة حين اضطرّ لشرائها مفرزة وبأسعار خيالية.
بدورها أم جمال وهي سيدة تعمل بتجهيز وبيع المونة أوضحت بحديثها بأنها تعمل في إعداد كافة مستلزمات المونة، وتتقاضى على الكيلو 3 آلاف ليرة، لكنها اشتكت ارتفاع سعر الخضر هذا العام، ما انعكس سلباً على عملها، حيث يفضل الكثير من المواطنين شراءها وتجهيزها بالمنزل بأنفسهم، ولهذا السبب انخفض المبيع عن العام الفائت.
مشيرة إلى أنها ستقوم هذا العام ببيع الخضر “الميبسة” أو “المفرزة” كل حسب طلبه لأنها قامت بتركيب ألواح الطاقة الشمسية للبدء بمشروعها الجديد بتفريز جميع أنواع الخضر، مؤكدة أنه سيحقق ربحاً جيداً يغطي نفقات عائلتها ويعينها على تجاوز الظروف المعيشية الصعبة.
بدوره الخبير الاقتصادي معتز سليمان أكد أن الوضع الاقتصادي الصعب وارتفاع أسعار الخضر بالإضافة لتردي واقع الكهرباء ألغى فكرة الإعداد للمونة من قاموس الكثير من المواطنين، لافتاً إلى أن إعداد أي نوع من أنواع المونة، وإن كان بسيطاً سواء من حيث الكم أو النوع يحتاج لمئات الألوف من الليرات.
مؤكداً أن إعداد المونة في ظل الغلاء الحاصل أصبح خاصاً فقط للأسر الميسورة، وخاصة الأسر التي تمكنت من تركيب أنظمة طاقة شمسية، وتالياً لم يعد يهمها انقطاع التيار الكهربائي الذي يتسبب بفساد معظم ما تم إعداده من مؤونة بالثلاجة.
وأشار سليمان إلى أن موسم المونة وإن تقلصت أعداد المواطنين الذين يعدون لها، يبقى موسماً وفرصة عمل لدى الكثير من السيدات اللواتي يعملن بإعداد المونة.
غلوبال