الاعلامي ناجي عبيد يكتب : كتبت هذا المقال اتمنى ان ينال اعجابكم تصريحات الأسد : المرحلة الانتقالية والتغييرية بدأت ..
أدلى السيد الرئيس بشار الأسد بصوته في انتخابات مجلس الشعب منذ أيام عدّة، وتقدم بعدد من التصريحات الهامة جداً ، أركز بمقالي هذا على ما يخص مجلس الشعب ، وهنا يجب بل من الضروري أن يلتقطها المسؤولون السوريون في جميع مناصبهم من خلال دراستها وبحثها بعمق، لأنها حملت الكثير من الأفكار الجديدة والتوجيهات.
ركز السيد الرئيس على أننا اليوم في مرحلة انتقالية وتعُرّف بأنها تلك المرحلة التي تأتي بعد نتائجِ حربٍ أو سلامٍ أو أي حدثٍ ما ، فمعنى كلام السيد الأسد أننا وصلنا لنهاية مرحلة وبدأنا بمرحلة جديدة وكان واضح من كلامه أننا شبه انتهينا من مرحلة الحرب بمفهومها العسكري الشرس ، وبدأنا مرحلة المفاوضات ومرحلة الاصلاح الداخلي الشامل .
وشدد السيد الرئيس على أن مجلس الشعب من واجبه أن يكون جزءاً من المرحلة الانتقالية وحمّل المجلس القادم مسؤولية كبيرة من خلال تصريحه : أننا نستطيع أن نضع على مؤسسة مجلس الشعب كل الآمال لأنها الأعلى في أيّة دولة .
كما فرّق السيد الرئيس بين الآمال والأحلام والتوقعات ، وشرح لجميع المواطنين- باعتقادي الشخصي- اللغط الذي يحصل عندما يكيل البعض الشتائم لمؤسسة ويتهمها بالتقصير ، مؤكداً // أن التوقعات يجب أن تبنى على حقائق معينة ، مسهباً في الشرح أن التقييم يجب أن يكون لمؤسسة ويجب أن لا يكون لأشخاص ، لأن المؤسسات لا تُبنى على الأشخاص، المؤسسات تُبنى على الأنظمة، الشخص مهم، ولكن بعد النظام // .
من كلمة النظام كانت النقطة الأهم التي أشار لها السيد الرئيس أن النظام الذي يدير المؤسسة هو من يحدد ملامحها وطريقة عملها ، وهنا أوضح أن العقليات الشخصية يجب ألّا تدير المؤسسات، إنما نظام يحدد اسلوب عملها .
كما بوب السيد الأسد الأنظمة التي تحكم عمل مجلس الشعب وهي الدستور والقانون والنظام الداخلي الذي يخص مجلس الشعب وهنا الإشكالية التي تكمن في طريقة عمل المجلس والآليات التي تحكم دوره .
فتحدث السيد الرئيس بما يتحدث به الجمهور ، عندما قال : دائماً أقول مجلس الشعب لا يقوم بدوره، وتساءل إذاً كيف يقوم بدوره ؟ مشيراً إلى التذمر الشعبي الحاصل من أشخاص في المجلس وإلصاق التهمة بمؤسسة كاملة ، وطالب السيد الرئيس كمواطن من مجلس الشعب أن يمتلك رؤيا حول نظامه الداخلي حتى يقيّم ويحاسب ويراقب الحكومة ، ومن تحليلي الشخصي في المقال : هذه النقطة يجب أن يركز عليها مجلس الشعب القادم في أولى خطواته .
وأوضح السيد الرئيس لعموم الناس أننا يجب أن نطلب من المجلس التغيير حسب مهامه الموكلة له بالدستور وليس الأحلام التي لا ترتبط بطبيعة عمل المجلس وعاد وأكد أن أول أعمال مجلس الشعب يجب أن تكون بناء نظام داخلي جديد له وثانياً بناء السياسات التي ستدير الأمور وتقوّمها نحو إخراج نتائج التوقعات بعيداً عن الأحلام .
وأشار السيد الرئيس بشار الأسد في ختام تصريحاته حول انتخابات مجلس الشعب أننا اليوم في مرحلة انتقالية ودخلنا مرحلة تغييرية للتطوير ، لافتاً أن هذه المرحلة تحتاج لحوار وطني كي تتم بشكل سلس ، وأشرح كلام سيادته هنا ، أنه المطلوب من مجلس الشعب التركيز على إعادة النظر في نظامه الداخلي من حيث وضع آليات الحوار داخل المجلس على مختلف تياراته للوصول إلى نتائج ملموسة ، والحوار بين المجلس ومؤسسات الدولة وأيضاً بين المجلس وبين ناخبيه الذين يتأملون منه النتائج .
كل ما ورد في تحليلي الشخصي لتصريحات السيد الرئيس تشير بشكل واضح أن سورية اليوم تتجه نحو إصلاحات شاملة كانت الحرب لها دور فيها ولكن الزمن الذي سبق الحرب له الدور الأكبر ، من خلال الخروج من قوقعة التخشب والانفتاح على أفكار جديدة تهدف لتطوير البلاد من خلال الحوار أولاً وأخيراً بين الجميع من مؤسسات وشعب ، فالسيد الرئيس وضع اليوم الأساسات بشكل واسع لإنشاء ديمقراطية حوارية أوسع تناسب الشعب وتحقق تطلعاته ، بعيداً عن عقليات الأشخاص بل يحكمها نظام قابل للتطور يتماشى مع مستقبل سورية القادم المشرق بإذن الله وبالتفاف الشعب حول قائده الحكيم .
الاعلامي ناجي صباح عبيد