الدكتور عصام التكروري يكتب : دكتوراة سريعة التحضير "بين دال الــدكـتور ودال الـــدُبّ"،،،،
طالما كنتُ مقتنعاً بأنَّ حرف ال (د.) يحتمل أن يكون حامله إما دكتوراً أو "دُباً"، وكلمة "دُب" هنا تحملُ دلالة معرفية صِرفة، فكما أنَّ الدببة تدخل في "سُبات شتوي" بعد أن تكون قد اكتنزت في أحشائها من الدهون ما يكفيها لقضاء الشتاء في أوكارها، كذلك ثمة "دكاترة" يدخلون في حالة "سُبات معرفي" بعد السنوات الثالث أو الأربع التي يستغرقها إعداد شهادة الدكتوراه ليقضوا بعدها بقية حياتهم المهنية في اجترار تلك المعلومات دونما أي تطوير لها أو زيادة عليها وكأنهم "ختموا العلم" وباتوا في معرِض البحث عن المناصب.
كل ذلك مُحتمل إلا أن يُعلن احد المعاهد المرخصة من وزارة التموين والتجارة الداخلية ( أو ربما وزارة غيرها ) عن قيامه بمنح شهادتي الماجستير و الدكتوراه مقابل أقل من سبعة عشرة مليون ليرة سورية ( يا بلاش)
جميعنا يعرف من هي الشريحة المُستهدفة من هذا ( العرض الخالي من الدسم )، بالمقابل جميعنا يعرف ويُثمّن حجم الجهود المضنية التي تبذلها مشكورة وزارة التعليم العالي والجامعات السورية لرفع سوية تصنيفها العلمي ورفع درجة اعتمادية الشهادات السوريّة، وهنا من حقنا أن نسأل : ماهو موقف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من هكذا عرض لشهاداتٍ لا يضاهيها في سرعة التحضير إلا وجبة الأندومي ؟