أطباء في «المجتهد» ينقذون حياة مريضة بإجراء عملية نادرة في العالم بغدادي: عملية نوعية وصعبة ودقيقة جداً واستطباباتها نادرة وتكاليفها عالية
كشف رئيس قسم الجراحة العصبية في مشفى دمشق «المجتهد» الدكتور طرفة بغدادي عن تمكن الفريق الطبي في المشفى من إجراء عملية نادرة في العالم لمريضة كانت تعاني من خطر كبير على حياتها.
وفي التفاصيل بين بغدادي أن المداخل الوعائية تعتبر من أهم التحديات التي تواجه الأطباء في الحالات التشريحية غير الطبيعية ما يجعل الوصول للآفات الوعائية الدماغية أمراً صعباً ومعقداً.
وأضاف: إن العمل لسيدة بعمر ٤٢ سنة كانت تشكو من شفع «ازدواجية الرؤية» نتيجة لشلل العصب السادس المحرك للعين وبالتالي فإنها تعتبر من الحالات النادرة جداً في العالم والصعبة والدقيقة وذات التكاليف العالية بسبب المواد المستخدمة واستطباباتها نادرة.
وبين أنه نتيجة المتابعة أظهرت الدراسات الوعائية إصابتها بمشكلتين وعائيتين منفصلتين الأولى وجود أم دم دماغية عملاقة على حساب الشريان السباتي الأيسر تشغل القطعة الكهفية منه والناحية الأنسية من الحفرة القحفية المتوسطة، مضيفاً: أما الثانية فوجود تضيق في برزخ الأبهر ما يعني تعذر استخدام المدخل الفخذي الأكثر شيوعاً للوصول للشريان الدماغي المصاب.
وأوضح بغدادي أن الحل في العادة لأمهات الدم العملاقة يكون بوضع شبكة تحرف جريان الدم عن جوفها بصورة تتيح للدم بالتخثر ضمنها ومن ثم تراجعها في الحجم بصورة متدرجة.
وأضاف: وعليه ونظراً لوجود تضيق في قوس الأبهر اتخذ القرار بإجراء المداخلة الشعاعية عبر مدخل جراحي ينفذه فريق جراحة الأوعية بمستشفى دمشق وبهذا تأتي خطة العلاج على المراحل التالية تجريد جراحي للشريان السباتي المشترك في العنق يقوم به فريق جراحة الأوعية في قاعة العمليات الجراحية وتأمين المدخل التنظيري بوضع مجموعة إدخال في العنق بدل الفخذ، ومن ثم نقل المريضة إلى قاعة التنظير الشعاعي وتركيب الشبكة المذكورة أعلاه من قبل فريق الجراحة العصبية.
وكان من أهم التحديات في مثل هذه الحالات هو إيجاد الشريان المخرج، لهذا تم اللجوء لتكنيك يسمى «حول العالم» وفيه يتم تدوير القثطرة في جوف أم دم ما يقرب من ٤٥ درجة لتأمين وضع القثطرة الآمن والفعال بين المدخل والمخرج، ومن ثم نقل المريضة لقاعة العمليات الجراحية كي يتم فيها نزع مجموعة الإدخال وخياطة الشريان السباتي بصورة مباشرة.
من جهته أكد الدكتور عيسى فرحه المختص في جراحة الأوعية في مشفى المجتهد شكاية المريضة هي أم دم كبيرة الحجم على حساب الشريان السباتي الباطن الأيسر مع احتمالية تمزق عالية وخطورة عالية على الحياة.
ولفت إلى أن الخيار الأفضل كان هو إجراء شق جراحي صغير بالعنق وكشف الشريان السباتي المشترك ووضع مجموعة الإدخال عبر الشق السابق وإجراء التداخل من قبل فريق أطباء الجراحة العصبية ووضع الشبكة المغلقة لأم الدم.
وأضاف: تم سحب مجموعة الإدخال وإغلاق ثقب الشريان السباتي المجرى من قبلنا وإغلاق الجرح أصولاً، وتم تخريج المريضة إلى منزلها وهي بحالة جيدة وعادت إنسانة طبيعية صحياً.
الوطن