مديرة الشؤون الاجتماعية بدمشق : قريباً قانون جديد لقمع التسول يميز حتى الإلكتروني وغرامات بالملايين
صاحبةالجلالة _ متابعة
تتجدّد ظاهرة التسول بمظاهر وأعداد جديدة مرتفعة، كانت مألوفة لكنها تزداد قسوة أحياناً، وتثير الريبة أحياناً أخرى فيما يشبه الإدمان للتشرّد والاعتياش، فأحياناً يقبل عليه البعض لكبر في السن أو لمرض شخصي أو لقريب، وأحياناً تجد عائلة كاملة تتوزع الأدوار من الكبير وحتى “المقمّط” في السرير مستخدمين عكازات أو كراسي معاقين، والمستغرب أن تجد يافعاً يحمل علبة تبغ بسعر لا يقل عن 8 آلاف ليرة، لكنه لا يرتدي أي حذاء رغم البرد، أو أماً تحمل طفلاً تحت الشمس أو تحت المطر لتشحذ عليه، ولا نعلم إن كان ابنها أساساً.
أما في ساعات الليل فتجد عدداً من الفتية والفتيات يتغطون ببطانية أو ربما بالكرتون ويفترشون واجهات المحلات، أو قرب المساجد في مظهر يثير الحزن والقلق في آنٍ معاً، فمن الممكن أن يقدم هؤلاء المهمشون على أي سرقة أو تخريب في ظلّ غياب أي رقابة عليهم، مع العلم أن لهم مراكز ونقاط شبه ثابتة.
وخلال جولة لمراسلة «غلوبال» بدمشق شاهدنا الطفل سامر والذي يبلغ من العمر 11 سنة ملتف ببطانية ويجلس بأحد المواقف العامة بمنطقة المزة ويضع كرتونة أمامه فيها بعض القطع النقدية، ولدى محاورتنا معه عن سبب افتراشه الشارع، أوضح أن والديه منفصلان منذ 4 سنوات، ويعيش هو وأخوه بكنف والدته والتي لا يوجد لديها معيل، بهدف جمع بعض النقود من المارة بشكلٍ يومي.
عدد من المواطنين أكدوا لـ«غلوبال» أن ظاهرة التسول تنتشر أكثر خلال شهر رمضان المبارك، إذ يستغل المتسولون الشهر الفضيل لاستعطاف الناس، مشيرين إلى أن القضاء على هذه الظاهرة يتطلب حزماً كبيراً من الجهات المعنية، لما لهذه الظاهرة من آثار سلبية على المجتمع ككل.
بدورها، كشفت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل بدمشق، دالين فهد، في تصريح خاص لـ«غلوبال» أن هناك مسودة مشروع قانون عن التسول يحدّد مسؤوليات كل جهة، ويفرق أيضاً بين التسولّ الإلكتروني، والمتسول الممتهن والمشغل والمتشرّد، حيث سيبصر النور خلال 3 شهور أقصاه، وستكون العقوبات رادعة لمن يمتهن مهنة التسول، موضحةً أن هناك مخالفات ستصل قيمتها إلى الملايين من الليرات.
وأضافت فهد: نقوم منذ بداية شهر رمضان المبارك بالتنسيق بين وزارة الأوقاف لعدم استغلال الشهر الفضيل بالتسول بحملات وجولات مكثفة، وهناك غرفة عمليات لشرطة دمشق على الرقم 108، فعند مشاهدة أي ظاهرة تسول على المواطنين الاتصال به، وعلى الفور تتوجه دوريات شرطة دمشق لضبط الحالة، ونحن بدورنا وكمديرية نستقبل المتسولين بعد إحالتهم من النائب العام، وبعد قراره بإيداعهم نقوم بإرساله إلى دار التسول بالكسوة.
غلوبال