ثلاثون يوماً من القتل والخطف والموت المجاني في السويداء
بطعنة سكين حادة أمام أحد مطاعم السويداء، لقي الشاب "حافظ مراد" مصرعه في المشفى الوطني بعد أن عجز الأطباء عن إنقاذه نتيجة النزيف الحاد، ولحقه الشاب رامي وسيم الخطيب الذي لقي مصرعه في المشفى الوطني أيضاً بعد تلقيه لطلقة طائشة في أحد الأفراح بقريته مصاد، ليختم بموته سلسلة طويلة من جرائم القتل والخطف والموت بحوادث متفرقة في أطول ثلاثين يوماً مرت على المحافظة بعد تفجير المشفى الوطني في الشهر التاسع من العام 2015.
وكانت الجريمة التي راح ضحيتها الشاب الصغير جود بكري القادم من دمشق بعد أن قتله مجموعة من المسلحين الذين كانوا يقطعون طريق دمشق السويداء بهدف الخطف والسلب فاتحة لجريمة مروعة راح ضحيتها ثلاثة نساء وشاب من قرية ذيبين عندما فتح مسلحين النار على سيارتهم بعد أن رفض السائق التوقف، علماً أن هناك سيدتين ما زالتا بحال الخطر.
خطف المدنيين العزل ما زال على أشده
اختطف خمسة عمال من الوافدين في قرية الهويا بداية الشهر الجاري بعد أن هاجمهم مسلحون مجهولون أثناء عملهم في إحدى المزارع دون أن تتوضح الأسباب الحقيقية وراء خطفهم.
وكذلك اختطف الشاب مدحت اشتي في الثالث من تموز الحالي بعد انقطاع الاتصال معه أثناء توجهه إلى الريف الغربي للمحافظة. وكان الشاب وسام شبيب سلام قد انقطع الاتصال معه في نفس اليوم دون أن يرد أي اتصال لذويهم حتى اللحظة.
و مع هؤلاء السبعة يصل العدد الإجمالي لثمان وثلاثين حالة خطف طالت مدنيين وعسكريين داخل المحافظة من قبل مسلحين مجهولين وبظروف مختلفة خلال شهري حزيران وتموز, مع تحرير بعضهم مقابل فدية مالية مختلفة لا تقل عن المليوني ليرة سورية في أضعف الحالات، وترتفع حسب لعبة الخاطفين الذين بدؤوا منذ فترة ببث مقاطع مصورة لتعذيب الضحايا في محاولة لرفع المبلغ والضغط على عوائل المخطوفين للتنفيذ السريع.
أما الذين خطفوا من الجيش والقوى الأمنية فقد أفرج عن غالبيتهم إلا شاب واحد ما زالت أخباره منقطعة تماماً ولم تتبنى أي جهة عملية الخطف..
وكانت السويداء قد فقدت خلال الثلاثين يوماً عدداً كبيراً من شبانها نتيجة حوادث سير متفرقة كان آخرها صباح يوم الثلاثاء الماضي عندما قضى الحكم الدولي الشاب أنس صبح نحبه على طريق مردك شهبا في حادث سير مروع.
غير أن حوادث الدراجات النارية كانت الأسوأ وقعاً على الناس، خاصة وأن ثلاثة شباب صغار لم يتجاوزوا السادسة عشر قضوا بحوادث متفرقة نتيجة الرعونة والسرعة الزائدة ..علما ان هناك قرار بحجز الدراجات النارية طبق في اغلب المحافظات السورية باستثناء السويداء.
أما فيما يتعلق بالصحفي ماهر أبو حمزة الذي وجد مقتولاً على طريق ظهر الجبل فلا زالت الجريمة يكتنفها الكثير من الغموض والالتباس، لينهي بموته سلسلة طويلة من الجرائم التي حدثت في السويداء وقيدت ضد مجهول.