وجهان ليسا لعملة واحدة..!
صاحبة الجلالة_ أحمد يوسف:
ينتقد عادة زوار المعارض الجهات العارضة بأنها في الوقت الذي تقدم فيه عروضا جيدة ومقبولة خلال فترة المعرض، فإنها لا تبادر لتقديم مثل هذه العروض في الأسواق ومنافذ البيع الخاصة بها، ما يجعل المستهلكين يصنفون هذه العروض في باب الدعاية والترويج لهذه الشركات ومنتجاتها، دون أن يحظى هؤلاء المستهلكون بعروض حقيقية، وفقا لآراء عينة ممن استطلعت ((صاحبة الجلالة)) آراءهم على هامش أكثر من معرض..
شاهدت هذا القميص معروضا في سوق الصالحية بستة آلاف ليرة سورية، واليوم اشتريته بأربعة آلاف فقط..يقول أحد المتسوقين مبديا استغرابه من المفارقة في السعر بين المعرض والمحل رغم أن السلعة والمواصفات هي ذاتها، ومؤكدا أن السعر سيعود إلى ما كان عليه قبل فترة المعرض..!
مثل هذا الاستغراب كان سمة مشتركة لمتسوقين اشتروا منتجات غذائية ومنزلية ومواد قرطاسية، حيث تراوح متوسط الفارق في السعر بين 10-40 بالمئة، وذلك تبعا لاعتبارات تتعلق بكمية الطلبية وسعرها، وطبيعة الشريحة المتسوقة، فالأسعار أعلى ما تكون في سلع المرأة والطفل، وهي أعلى في الأجهزة والأدوات الصناعية منها في الغذائيات والمواد الاستهلاكية، وبشكل طبيعي بين المحلي والمستورد.
ويبرر تاجر في لجنة ألبسة الأطفال في اتحاد المصدرين السوري أسباب هذه الظاهرة بغياب حلقات الوساطة التجارية، وتوفير تكاليفها، حيث يلتقي المنتجون مع المستهلكين في المعارض وجها لوجه، كما يلعب تسارع الموضة وتبدل التصاميم والألوان في قطاع الملابس دورا مهما في زيادة هذه العروض وطبيعتها.
ويشير تاجر آخر في لجنة الجوارب في الاتحاد إلى أن عددا لا بأس به من المنتجين يعتمد على البند المخصص للإعلان، وهو بحدود /10/ بالمئة من مبيعات عام فائت تقريبا، لتقديم تخفيضات في الأسعار، تحتسب في النهاية ضمن مصاريف ونفقات هذا البند، خاصة وأن ظروف الإنتاج حاليا لا تشجع على التوسع في الإنفاق الإعلاني، لافتا إلى أن نحو /70/ بالمئة من منتجي الجوارب ما زالوا يمارسون أنشطتهم، بعد أن استبدل بعضهم معمله الكبير بمشغل أو ورشة صغيرة.
وينفي بعض التجار وجود فوارق كبيرة في الأسعار بين المعارض ومنافذ البيع في الأسواق، اللهم إلا ما يتعلق بالخصم الذي يمنحه المنتجون لتجار الجملة، وبالتالي التجزئة كهامش ربح وتغطية لتكاليف التشغيل، وهو أمر طبيعي واعتيادي في سورية أو أي من الأسواق حول العالم.
وأيا تكن الرؤية حول مفارقات الأسعار بين المعارض والأسواق، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر وجود عارضين جشعين ومراوغين، فقد نشرت إدارة معرض دمشق الدولي أن هناك تجارا يستعدون منذ اللحظة لتمرير بضائع مخالفة ومتهربة من القوانين تحت يافطة المشاركة في المعرض المقبل، فما قد يحدث في معرض وطني بهذا الحجم والوزن، لا نستطيع استبعاد أن يحدث أكثر منه في معارض أقل شأنا..!
وتسهم المعارض عادة بتعزيز النشاط التسويقي والتجاري عبر جمع المنتجين وباعة التجزئة في مكان واحد، كما أنها تعزز المنافسة بين العارضين، ما يسهم في تقديم المزيد من العروض والتخفيضات، فضلا عن تسريع الدورة الاقتصادية في البلاد، حتى بات عديد الدول حول العالم يعتمد في اقتصاده الوطني بصورة كبيرة على صناعة المعارض، جرت العادة أن تخدم قطاعات سياحية ومالية وصناعية وغيرها..وتشير تقديرات إلى تزايد مساهمة صناعة المعارض والمؤتمرات في التجارة الدولية واقتصاديات الدول، ما يعزز كفاءة الإنتاج ويعطي المنتجات جواز مرور إلى الأسواق الخارجية.