بعد ارتفاع تكلفة القرص إلى 20 ألف ليرة.. غياب “الكبة” تقليد العيد السنوي.

صاحبة_الجلالة _متابعة

باتت أكلة الكبة التقليدية في الأعياد من المنسيات على المائدة بعد ارتفاع تكاليفها، وتراجع حضورها مع بقية المأكولات، وكذلك بالنسبة لمكوناتها، و أصبح الاكتفاء بنسب بسيطة منها.

وتقول السيدة أم إبراهيم خلال لقائنا معها: اعتدت في كل عام على صناعة أكلة الكبة احتفالاً بالعيد ووداع العام ولمة العائلة بمساعدة أفراد من عائلتي، لكن التكاليف ارتفعت وأصبح القرص الواحد يكلف أكثر من 20 ألف ليرة، إذا ما أردنا وضع كامل المكونات من اللحوم الحمراء إلى البرغل وصولاً إلى السمن والبصل، ناهيك عن وضع المكسرات من جوز وصنوبر.

وأما ميادة سليمان قالت: تغيرت طريقة صنع الكبة، وبعد أن كانت والدتي تصنع العجينة من البرغل واللحوم الحمراء، وحشوتها من اللحم والدهن والسمن والمكسرات، فإنني أعمل على صناعة العجين من الدقيق والبرغل، فيما الحشوة تتضمن صدر الدجاج وفستقاً، بعيداً عن الجوز والصنوبر، موضحة أنه بات سعر كيلو اللحم من العجل أكثر من 150 ألف ليرة وخاصة مع اقتراب العيد، وكيلو صدر الدجاج بـ 95 ألف ليرة والجوز الكيلو 130 ألف ليرة، وأما الصنوبر وصل الكيلو لمليون ليرة- حسب ما يتم تداوله في المحلات.

أما أم بسام تقول: لقد ودعنا أكلة الكبة منذ زمن وأحياناً نستعيض عنها بوضع حشوة من نبات السلق مع بعض المنكهات، كما انتشرت بعض المنكهات في السوق تحت تسميات متعددة يتم استخدامها في حشوة الكبة.

الاختصاصية الاجتماعية ميرنا سفكوني تحدثت لـ “الثورة”: في هذا العام الكثير من المأكولات التي اعتادت العائلة السورية على شرائها مع قدوم العيد قد استغنت عنها، بسبب ارتفاع الأسعار، وتبدو الحركة خجولة باتجاه الأسواق، حتى أسواق المأكولات لم يعد من يزورها، مع أنها تزدحم في مثل هذا التوقيت.

ولفتت إلى أن الأسرة باتت تعمل على توفير مصاريفها قدر الإمكان والاحتفاظ بها لمأكولات أساسية ولمصاريف تتعلق أيضاً بأجور النقل والتعليم والصحة وغيرها، فالاحتفال بالأعياد بات يقتصر على لمة العائلة بأقل أنواع الضيافة والتكاليف.

ويقول صاحب متجر لبيع البهارات والمكسرات: قلة قليلة من يشتري المكسرات من أجل إضافتها إلى المأكولات، وتراجعت الكميات المشتراة نتيجة غلاء سعرها وضعف القدرة الشرائية لدى المستهلك، وهذا العام يعتبر الأقل شراء لمختلف المواد، وليس للمكسرات أو البهارات، لكن تبقى المنكهات والبهارات أكثر طلباً من البهارات، خاصة ما يتعلق بنكهة الفروج أو اللحم على شكل مكعبات أو مطحونة.

الثورة