سوريون يخاطرون بأرواحهم في سبيل توفير البنزين… خبير : لا يجوز أبداً إطفاء محرك السيارة في المنحدرات.
يجهد السوريون في التوفير في ظل الظروف والضغوط الاقتصادية والمعيشية الصعبة، وهذا أمر معروف في بلدنا الذي تعرض عبر تاريخه لجميع أنواع الحروب والحصار.
ومن هنا جاء بيت “المونة” الذي يعرفه جميع السوريين ريفاً ومدينة، ومقولات كثيرة مثل “خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود”، لكن للأسف تسود بعض الممارسات التوفيرية الخطرة والتي قد تتسبب بكوارث جسدية وخسائر اقتصادية على عكس النية المقصودة منها.
أبو سليم موظف أربعيني يمتلك سيارة خاصة، وبعد أن أصبح مرتبه لا يكفي احتياجات عائلته لأكثر من ثلاثة أيام قرر العمل على سيارته للنقل بين المحافظات.
وبين لـ«غلوبال» أنه مطلوب من الزبائن لانخفاض أجره مقارنة بغيره، فسألناه هل سبب انخفاض أجره يعود إلى أنه يمتلك سيارة اقتصادية أم إنه يحصل على البنزين بأسعار مخفضة؟.
فيجيب بعد أن استنشق دخان سيجارته “حمراء قصيرة” والتي يثبتها مكان سنه المكسور: عادة السفرة بين دمشق وطرطوس تأخذ ما بين ثلاث إلى أربع ساعات بشكل وسطي، أما أنا فتستغرق سفرتي ما بين سبع إلى ثماني ساعات، لأني أقوم بإطفاء محرك السيارة في الطرق المنبسطة والمتجهة للأسفل “النزلات” وأترك سيارتي تسير وهي مطفأة حتى تكاد تتوقف لأشغلها وأعاود الكرة في كل نزلة.
معترفاً بأنها حركة خطيرة، لأن مقود السيارة والفرامل لا تعمل عند الإطفاء الكامل لكهرباء السيارة، لكنه تعود على هذا الأمر وأصبح لديه خبرة في التعامل مع سيارته ما يقيه مثل هذه الأخطار.
كاشفاً أنه في إحدى الطلبات بين دمشق وجديدة يابوس تفاجأ في طريق العودة إلى دمشق بتوقف حركة السير على الأتوستراد بسبب حادث وكانت سيارته تتسارع بشكل كبير نزولاً، ولم تنفع محاولاته بتشغيل المحرك أو الضغط على المكابح، فجهز نفسه للقفز من السيارة لأنها كانت محملة بمادتي البنزين والغاز، لكن العناية الإلهية أوقفت السيارة قبل ارتطامها بصف السيارات المتوقفة، إلا أن ذلك لم يمنعه من المخاطرة مجدداً بنفس الأسلوب..
في حين تروي إحدى السيدات لـ«غلوبال» أن زوجها المحامي يحاول الانتحار لأنه يطفئ محرك سيارته “أوتوماتيك” وهو متجه من ضاحية قدسيا إلى دمشق في نزلة “القصر” وأنها تسمع بكثير من الحوادث لنفس السبب على هذا الطريق المنحدر بشدة، لكنها عبثاً حاولت إقناع زوجها بخطورة ما يقوم به في سبيل التوفير!.
ولعل اتباع هذا الأسلوب لم يقتصر على سائقي السيارات، إذ يعمد الكثير من سائقي الدراجات النارية لاطفاء محركات دراجاتهم بقصد توفير البنزين، والخطير بالموضوع أن ذلك الأمر يحدث ضمن الأحياء السكنية خاصة الوعرة.
خبير الميكانيك أبو محمود بين لـ«غلوبال» أن البعض يلجؤون إلى حيلة لتوفير الوقود ولكنها خطأ قاتل وخطر على سلامتهم وسلامة السيارة، وهي إيقاف محرك السيارة عن العمل أثناء السير وخاصة على المنحدرات وترك السيارة تسير بالدفع الذاتي ظناً منهم بأن هذا موفر للوقود.
لكن طبعاً هذا لا يجوز أبداً، لأن توقف محرك السيارة عن العمل والسيارة تسير، خطير جداً فهو يؤدي إلى توقف أنظمة التوجيه والفرامل عن العمل في السيارة، حيث ستلاحظ أن الفرامل أصبحت قاسية ولا تعمل وأن المقود أصبح صعب التدوير وبالتالي عدم التحكم في السيارة فلا تستطيع إيقافها، وفي بعض السيارات قد يغلق “الدركسيون” وبالتالي لا تستطيع تحريكه نهائياً، لهذا يجب عدم ايقاف محرك السيارة نهائياً عن العمل أثناء السير.
وختم أبو محمود بالقول: كان مصنعو السيارات في ثمانينيات القرن الماضي يرفقون في كتيبات السيارات المصدرة، أن السائق الذي يعمد على توفير البنزين بهذه الطريقة هو “foolish” أي أحمق، وسوف يدفع الثمن غالياً إن اتبع هذا الأمر.
.
غلوبال