الاعلامي زياد غصن يكتب : غداً سينتهي العدوان على غزة، ونعود إلى معايشة همومنا الاقتصادية والمعيشية.. لنستعد للأسوأ
غداً سينتهي العدوان على غزة، ونعود إلى معايشة همومنا الاقتصادية والمعيشية، وهذا الأداء الحكومي الضعيف والمخجل.
لكن ما بعد غزة ليس كما قبلها بالنسبة لحضور الأزمة السورية عالمياً. على الأقل بالنسبة لأولويات المشروعات الأممية والمساعدات الدولية الإغاثية والتنموية.
إذاً علينا أن نتوقع مزيداً من عدم الالتزام الدولي بالتعهدات المالية التي أعلنت هذا العام بغية مساعدة السوريين على مواجهة التداعيات المعيشية والاجتماعية الناجمة عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
وعليه فإن أمام واحد من خيارين:
إما الاستسلام للواقع بما يحمله من مخاطر كبيرة تمس حياة أسر كثيرة وبنية النسيج الاجتماعي السوري، أو العمل على عزل العوامل والمؤثرات الخارجية في أزمتنا، ومحاولة استثمار الإمكانيات والقدرات الوطنية المتاحة لبناء نموذج تنموي قد يحتاج إلى بعض الوقت، لكنه في النهاية يمكن أن يتحقق ويعود بالنفع على البلاد.
ليس هناك عاقل يمكن أن يعطي لنفسه وقتاً للتفكير والمفاضلة بين الخيارين، إنما المشكلة في مثل هذه الحالات تكمن في أننا نؤمن بالصواب، لكننا لا نفعله أو لا نبذل جهداً في الوصول إليه.
كيف يمكن بناء أنموذج تنموي في مثل هذه الظروف؟
الأمر بسيط نظرياً، إلا أنه عملياً بحاجة إلى جرأة قرار وحسم خيارات.
فمثلاً هذا الأنموذج لا يمكن الوصول إليه باستمرار تطبيق سياسات أكل عليها الدهر وشرب، ولا بعقلية تفكير أسهمت في هدر وإضاعة فرص تنموية كبيرة، ولا بكوادر معرقلة ومعطلة لعملية التغيير...
وللتذكير نقول: ضعف وفشل الأداء الحكومي في مقاربة معظم الملفات الأساسية لا يلغي وجود جهود ومحاولات تطوير تستحق التقدير والإشادة.... والأهم البناء عليها.