قد تحتاج لأشهر ربما أكثر لتتبع نوعية الاعمال التجارية إذا ما أرادت أي جهة "استقصائية" تكوين شبه بنك معلومات عن أكثرها رواجاً خلال الحرب الدائرة على الأرض سورية والتي دخلت عامها السابع، وأنت تتعرقل بشكل متكرر بأسماء "تجارية" كانت على بعد يوم واحد من دخول الأزمة مجرد رقم ضمن قائمة الألف بعد المائة من الأسماء التي كانت تتصدر المشهد، حتماً سينتابك الفضول، فضول قد لا يمنحك الوقت الكافي لتقفي الأسماء الجديدة التي دخلت قطاع الأعمال السوري.
أغلب الظن أن ما كان يعرف بـ"اقتصاديات الظل" كانت الأقدر على التكيف مع واقع الأزمة، فنادراً ما تصادفك الأسماء الـ"اقتصادية" ببعدعيها التجاري والصناعي، وتجدها غريبة بعض الشيء عن بال أي متابع دقيق الملاحظة لملفات ما بعد "التعثر" والخسائر والانكماش الذي أفرزته الحرب.
وكي لا نذهب بعيداً في طرحنا، لا نجد بداً من الاعتراف بمناسبة هذا الطرح أو على الأقل الخلفيته التي أثارت فضولنا للحديث عنه، إذ يتصدر اليوم اسمين لا ثالث لهما، لا نريد أن نقول المشهد الاقتصادي وإنما على الأقل مشهد التنافس التجاري، فلا يكاد يخلو ديوان مؤسسة من المؤسسات العامة من طلبات وعقودوملفات من إسمي "فوز" و"قاطرجي"، حتى في الأحاديث المتداولة تجد ذكرهما يتكرر بخفة، وكما أسلفنا الأمر يدعو للفضول أكثر مما هو يدعو للريبة والشك.
منذ نحو شهر أو أكثر وعلى نحو مفاجئ انتشر حوار لرجل الأعمال سامر فوز على أحد المواقع الإعلامية غير المحلية، حوار بدا مفصل على المقاس أتاحللرجل استعراض جوانب من حياته العائلية والانسانية إضافة لمختلف استثماراته وأعماله الخارجية وخاصة في الجارة تركيا حيث تتركز معظم استثمارته هناك على ما كشف الحوار (معمل لتصنيع المياه المعدنية تحت إسم Mecidyia في أرزروم ، مستودعات و صوامع تخزينية سعة 150000 طن في اسكندرون تستعمل لإعادة التوزيع الاقليمي ، استثمار في منجم الذهب في جنوب أنقرة ، إضافة الى استثمارات في مجال القطاع الفندقي، وانشاء فندقا من فئة 5 نجوم في منطقة بودروم، فيما العمل جار لإنشاء مجمعات سكنية 4 نجوم في اسطنبول، وغيرها)، طبعاً للرجل استثمارات في الامارت ولبنان، حتى أنه لم يخفي نيته الاستثمار في بريطانيا ودول أخرى، فوفق ما ذكر في حواره فإن الوقت الحالي يحتم على الشركات توزيع استثمارتها وفقاً لتقلبات السوق و التغيرات السريعة بفعل تأثير الظروف السياسية التي تعصف بالمنطقة، ظروف لم تمنعه على ما يقول من البقاء في السوق السورية، وأغلب الظن أن مجال استيراد وتصدير المواد الغذائية و هو نشاط الشركة الأساسي على ما يؤكد هو المجال الذي استثمرت به الشركة خلال سنوات الحرب وقبلها منذ أن تأسست في ثمانينيات القرن المنصرف، وفي السنة السابعة من الحرب يتفاجأ جمهور قطاع الأعمال باسم سامر فوز كرئيس لمجلس إدارة شركة "صروح للإعمار" وهي حاصل دمج شكرتي أمان القابضة وحميشو، طبعاً خلال حفل افطار رمضاني سوق على أنه مناسبة لإطلاق سيارتين مجمعتين في سورية.
في حين يتداول الاعلام مجموعة "قاطرجي" على نحو ضيق على شكل فعاليات خيرية، مع تصاعد نجمها ومنافستها لمثيلاتها من الشركات في كل شيء وعلى كل شيء، وتنحو أكثر إلى أعمال شحن ونقل البضائع.
بطبيعة الحال وبعيداً عن جميع علامات الاستفهام التي تدور حول هذين الاسمين الذين يفتحان شهية أي متابع للتقفي والتدقيق، إلا أنه سيكون أمامهما امتحان صعب بعد نهاية الأزمة، على الأقل نتيجة الصورة الذهنية التي تشكلت عنهما والمرتبطة ارتباط مباشر بالحرب، صورة تجاوزها يشكل تحدياً كبيراً، إلا أن ثمة من يقول إن قدرة العاملين في قطاع الأعمال على التلون يتيح فرصة الهرب من أي صورة قد تبدو سلبية التصقت به بسبب واقع ومعطيات عابرة.. إن الإقتراح الذي نصل غليه أن تعلن الشجهات العامة كل عقودها وأسماء الشركات التي تنافست على عقودها و من الذي فاز بها و إن مثل هذا الإجراء يسد الذرائع وأي شبهات قد تحوم حول هذه العقود .