كتب زياد غصن.. معبر السويداء مع الأردن: الطرح ليس بجديد
هذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها طرح فكرة افتتاح معبر حدودي جديد بين سوريا والأردن تكون بوابته محافظة السويداء، وتالياً فإنه من غير الصحيح تحميل الفكرة المطروحة اليوم أي أبعاد سياسية أو البناء عليها في محاولة لتسويق بعض التحليلات، لاسيما وأن مؤسسات الدولة هي صاحبة الطرح الأول، والعائد لحوالي عقدين من الزمن.
تعود فكرة افتتاح معبر حدودي ثالث مع الأردن عبر محافظة السويداء إلى سنوات ما قبل الحرب، وذلك في خضم تزايد التبادل التجاري المتزايد آنذاك لسوريا مع الأردن ودول الخليج ومصر وغيرها، وارتفاع معدلات تجارة الترانزيت بين الشرق والغرب عبر الأراضي السورية.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها “أثر برس” فإن المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية قامت باستملاك أراض للبدء بتنفيذ شبكة طرق حديثة وقادرة على تخديم المعبر بشكل جيد، إلا أن العمل توقف فيه لأسباب غير واضحة وغالباً نتيجة عدم وجود حماس من قبل الجانب الأردني، ثم جاءت الحرب لتحيل الملف إلى دائرة الأرشيف وذلك حتى العام 2015 تاريخ تمكن الفصائل المسلحة المدعومة من “غرفة الموك” الشهيرة من السيطرة على معبر نصيب الحدودي، وتالياً خروج المعبر عن الخدمة تماماً، وهو الأمر الذي دفع بوزارة النقل السورية إلى تقديم اقتراح لنظيرتها الأردنية لدراسة إمكانية إعادة تفعيل مشروع افتتاح معبر جديد، والمحدد موقعه الجغرافي سابقاً في منطقة خربة عواد التابعة لمحافظة السويداء والواقعة على الحدود مع الأردن، لكن مرة أخرى كان هناك تحفظ أردني على الفكرة لأسباب مرتبطة بالموقف الأردني مما يجري في الجنوب السوري آنذاك، وعليه لم يجد الاقتراح السوري طريقه للتنفيذ.
اليوم يعود ملف المعبر إلى الواجهة من جديد مع تصدره مطالب المحتجين والقيادات الدينية في محافظة السويداء، وهو مطلب إن وجد طريقه للتنفيذ ستكون جدواه الاقتصادية للمحافظة خصوصاً ولسوريا عموماً مرتبطة بالتطورات التالية:
-موافقة الجانب الأردني على افتتاح المعبر، وقيامه بتجهيز البنى التحتية اللازمة ضمن الأراضي الأردنية، وبما يتناسب والأهداف التي افتتح من أجلها المعبر.
-تسهيل الجانب الأردني لإجراءات التنقل للأفراد والبضائع بين البلدين، وهذا للأسف مرتبط بالعقوبات والضغوط الأمريكية التي تمارس على دول الجوار لسوريا لمنع أي توسيع لمجالات التعاون الاقتصادي معها، إذ إن تكرار ما يحدث في معبر نصيب الحدودي من تحديد عمل المعبر بساعات معينة ومنع دخول الشاحنات بين الفترة والأخرى من شأنه أن يضرر كثيراً بالمعبر ويفقده جدواه الاقتصادية التي يعول عليها.
– لأسباب متعلقة بالموقع الجغرافي فإن تشغيل المعبر الجديد بالشكل الأمثل سيكون مرتبطاً باستعادة تجارة الترانزيت بين سوريا وتركيا، وتحديداً الشاحنات القادمة من أوروبا وتركيا والمتجهة إلى دول الخليج العربي، وإلا فإن تشغيل المعبر سيكون محصوراً بالمنتجات الزراعية التي تصدر من محافظة السويداء باتجاه بعض الدول العربية، وكذلك بعض الشاحنات الترانزيت القادمة من لبنان والمتجهة إلى دول الخليج.
اثر برس