«الجَبس» يتبرأ من تهمة وفاة شخصين تسمماً بعد أكله!! … عضو المكتب التنفيذي: كلام الصيدلاني متسرع وسيخضع للاستجواب
صاحبةالجلالة _ متابعة
تعتبر فاكهة «الجَبس» من الفواكه الأكثر تناولاً من المواطنين على اختلاف إمكاناتهم خلال فصل الصيف الذي يبدأ من شهر حزيران كل عام رغم الوضع الكهربائي السيئ عند الفقراء الذين لم يتمكنوا من تركيب طاقة شمسية في منازلهم.
وبسبب حب هذه الفاكهة وانتظار نزولها إلى الأسواق فوجئ الكثيرون بما قاله أحد الصيادلة بطرطوس عبر فيديو نشره على حسابه منذ أيام حيث أكد أن امرأة حاملاً وطبيباً توفيا بطرطوس قبل نشر الفيديو نتيجة تناولهما مادة الجبس وتسممهما وطالب المواطنين بعدم أكل الجبس قبل منتصف آب، معتبراً أن موسمه يكون بهذا الوقت وأنه قبل ذلك يلحق الضرر بالإنسان.. إلخ.
ردود فعل عديدة ظهرت على ما قاله الصيدلاني وملأت صفحات التواصل بين معارض ومؤيد، أما الجهات الرسمية المعنية من صحة وزراعة فقد نفت كلام الصيدلاني وأكد رئيس الطبابة الشرعية عدم علمه بأي وفاة نتيجة أكل الجبس أو أي مادة غذائية.
ويقول رئيس الطبابة الشرعية بطرطوس الدكتور علي سيف الدين بلال: لم يستدع مركز الطب الشرعي لمعاينة أي شخص مصاب بتسمم غذائي بأي مادة غذائية ولم يتم الكشف على جثة أي شخص متوفى بسبب تسمم غذائي بأي مادة غذائية لا من الجبس ولا من غيره حتى تاريخه.
فيما قال الدكتور عضو المكتب التنفيذي لقطاع الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل هاني خضور: إن كلام الصيدلاني متسرع جداً وبعيد عن المنطق وهو لا يمثل أي جهة حكومية.. والجهات التي يحق لها الإعلان عن سبب الوفيات في حال حصولها هي المكتب التنفيذي المختص بالمحافظة ومديرية الصحة بالتنسيق مع المشفى الذي تم فيه الكشف عن الجثة وممثل عن القضاء والطبابة الشرعية والمعلومات المقدمة من المشفى هي الأساس وهو صاحب القرار في تحديد سبب الوفاة لأن أي وفاة تدعو للشك بتسمم غذائي أو دوائي أو انتحار أو ما شابه ذلك تحتاج إلى لجنة مؤلفة من طبيب اختصاصي وطبيب شرعي وقاض… وتقوم بدراسة كل التقارير الطبية والصور الشعاعية والتحاليل المخبرية وقد تقوم بإجراء تنظير هضمي للمتوفى أو تشريح الجثة قبل تقديم تقريرها فكيف حدد الصيدلاني سبب الوفاة بهذه السرعة واختصر كل الثبوتيات، معتبراً أنه يجب عدم تدخل الصيدلاني بتشخيص أو علاج المرض أو تحديد سبب الوفاة.. كما يجب وبسرعة وضع حد لتدخل الصيدلاني وأطباء الأسنان والأطباء العامين والداخلية في حالات التجميل الشائعة وخاصة للوجه والعمل بأي مهنة وفق القرارات الصادرة عن وزارة الصحة التي حددت أطباء الجلدية والجراحة بأنواعها كل حسب اختصاصه بمزاولة مهنة التجميل.
وأوضح أنه سيتم استجواب الصيدلاني من نقابة الصيادلة ومديرية الصحة وفق الأصول الناظمة لعمل نقابة الصيادلة وتمت مخاطبة الجهتين هاتفياً من أجل ذلك ووعدتا بالاستجواب، علماً أن مديرية الصحة وضعت له إنذاراً على باب مركزه.
بدورها مديرية الزراعة أجابت عن تساؤلات «الوطن» عبر رئيس دائرة وقاية النبات حيث قال: جواباً لاستفساركم حول ما تم نشره من أحد الصيادلة بطرطوس حول وجود تلوث بالهرمونات والنترات لمادة الجبس.
نفيدكم علماً بأنه في ظل التطور العلمي الحاصل لتحسين مواصفات البذور الزراعية بأنواعها للحصول مع مواسم مبكرة النضج ومحسنة من حيث الحجم وسرعة النمو وغزارة المحصول من الطبيعي نضوج الجبس مبكراً، فقديماً كان يحتاج نبات الجبس من مرحلة الإنبات حتى النضج لنحو 100-110 أيام، أما حالياً فإن بعض الأصناف المحسنة تحتاج لنحو 60-70 يوماً حتى النضج.
أما فيما يخص التسمم بالهرمونات، فالهرمونات النباتية موجودة بشكل طبيعي في النبات ولا تحدث تسمماً عند الإنسان، وأغلب الثمار الطبيعية غير ناضجة والاستطالات النباتية الورقية والمستهلكة غنية بشكل طبيعي بالهرمونات النباتية ولا تحدث أي أثر سمي عند الإنسان.
وفيما يخص النترات والتسمم بها، فالنترات موجودة كذلك في التربة ومياه الأمطار وغيرها والجبس الذي يعتبر من القرعيات لا يتطلب زيادة الآزوت والنترات بشكل سماد تفادياً لقلة العقد عند النبات، فلا مصلحة للمزارع بزيادة التسميد الآزوتي فيما يخص الجبس وخاصة في ظل غلاء الأسعار حالياً.
وختم بالتأكيد أن مديرية الزراعة تقوم بتوجيه المزارعين لضرورة تنفيذ إجراءات الإدارة المتكاملة للآفات الزراعية بغية الحد من استخدام المواد الكيميائية بأنواعها
الوطن