بن مغشوش بنشارة الخشب بدلاً من الهيل وبهارات بنكهة “الرز والقضامة”.. هل غذاؤنا آمن؟
ازدادت خلال السنوات الأخيرة الضبوط المتعلقة بالمواد الغذائية وبمخالفات عدة، منها عدم مطابقة ما يكتب على غلاف المادة للمواصفات الصحيحة، أو قيام بعض التجار أو أصحاب المحال التجارية بغش بعض المواد ومنها البن والبهارات بأساليب متعددة لزيادة أرباحهم، رغم ارتفاع أسعارها، ما يجعلنا أمام سؤال مهم.. هل غذاؤنا آمن؟
غش البهارات:
وبعد التقصي، أكد بعض بائعي البهارات بسوق البزورية في دمشق أن هناك غش ببعض المواد، إذ أوضح صاحب أحد المحلات أن لديه الخبرة الكافية في كشف المواد السليمة من المغشوشة، موضحاً أنه توجد طرق كثيرة للغش في البهارات، ويوجد بهارات تجارية يدخلها أثناء عملية الطحن مواد أخرى “كالرز المكسور أو المعونة”، والنشاء ومن الممكن الذرة والقضامة ونكهة البهار والصبغة للتلوين، مؤكداً أن البهارات في حال كانت مكشوفة ومعرضة للهواء تخف جودتها، وهذا يعود لطبيعة الطقس من الحرارة أو البرودة وتعرضها للغبار، لذا يجب أن تعبأ بأكياس وتغلق بطريقة محكمة حتى لا تضعف جودتها.
كما أوضح صاحب آخر في البزورية أنه توجد في البهارات مادة زيتية وكلما قدمت مدة طحن البهار تقل الجودة، ومن الممكن تختلف البهارات من محل إلى محل عن طريق تركيبات من قبل صاحب الخبرة أو يتم إنقاص مادة من المواد، أو في الكمية أثناء الطحن دون الانتباه.
وذكر بعض بائعي البهارات في ريف دمشق أنه توجد طرق كثيرة في الغش أثناء الطحن ومن الممكن أثناء طحن النعناع أن يخلط ببقايا الملوخية اليابسة أو أعواد النعناع، والفليفلة الحمراء ممكن طحنها من دون تنظيفها من بذورها وبهذه الطريقة يزيد وزن المادة ويزيد ربح التاجر.
الغش في البن:
ولم يقتصر الأمر على بائعي البهارات، حيث يلجأ بعض بائعي البن إلى عدة طرق للغش، وعلمنا من أحد بائعي القهوة في سوق البزورية بدمشق، أنه بالنسبة للقهوة فتقوم بعض المحلات أثناء تحميص البن يدخلون مادة نواة التمر “عجو التمر”، ومن ثم يتم طحنها، وينكهونها بالهيل والمسكة بكثرة لكي تضيع الطعمة على الزبون.
وأوضح أنه أثناء احتساء البن تظهر طعمة القهوة محروقة، من هنا يجب أن نعلم أن هذا البن يدخل عليه مواد أخرى غير حبة البن في التحميص، حيث أنه يوجد في حبة البن زيت يتحمل التحميص، أما نواة التمر لا تتحمل درجة التحميص مثل حبة البن فتكون طعمه الحرق، ويدعي البائع أن القهوة محروقة.
وأكد بائع قهوة في شركة بصحنايا أنه يوجد أكثر من طريقة للغش في البن حتى يزيد وزن الكمية ويزيد دخل التجار، بعضهم من يدخل مادة القضامة والخبز اليابس وعدة مواد أخرى وتضيع الطعمة عن طريق زيادة في كمية الهيل والمسكة.
الشؤون الصحية بدمشق:
مدير الشؤون الصحية بمحافظة دمشق قحطان إبراهيم أكد أن هناك بعض البهارات التي تعتبر من المواد الزيتية وقد تتعرض للغش، مبيناً أنه من مسؤولية المديرية الكشف عن نوعين فقط من الغش وهو الجرثومي والكيميائي أما باقي أنواع الغش فهو من مهام جهات أخرى معنية ومختصة.
وشرح إبراهيم أن الغش الجرثومي سببه جرثومة الكريفوم وتأتي من “الريكارات” أو عامل دخل على الحمام ولم يغسل يديه، والعقوبة هنا تكون إغلاق المحل مباشرة لمدة غير محدودة مع دفع ضرائب مالية عن كل يوم 25 ألف.
أما الغش الكيميائي فهو الصبغة في المواد التي تتم إضافتها إلى البهارات بالإضافة لطحن القضامة والزر والذرة ليزيد الوزن، ويلاحظ أنه من خلال الضبوط التي طالتها المديرية يوجد طفيليات في البهارات بسبب قدمها.
وبالنسبة للقهوة، أكد إبراهيم أنه توجد طرق أخرى للغش منها عن طريق تحميص نشارة خشب أو حمص أو قضامة، وهنا يبرر البائع للزبون أن النشارة سببها الهيل الذي يطحن بقشره، وعند الكشف عن النسبة وإذا كانت تزيد عن 10% يغلق المحل وتدفع غرامة مالية عن كل يوم 25 ألف.
ولفت إبراهيم إلى أنه منذُ شهر حتى تاريخه، تم تسجيل مخالفة واحدة في البزورية وهي مخلفات قوارض، وهذه المخالفة تعتبر جداً جسيمة وعقوبتها إغلاق المحل لمدة غير محدودة وعن كل يوم إغلاق يتوجب دفع غرامة مالية قدرها 25 ألف، مؤكداً أنه في العيد تتضاعف مدة المخالفة فإذا كان الإغلاق 3 أيام سيكون في العيد 37 يوماً ليكون رادع للتجار وخاصة في العيد، وإن كان هناك أي مادة غير صالحة للاستهلاك البشري تتلف أمام صاحب المحل.
وهنا أشار مدير الشؤون الصحية بمحافظة دمشق أنه منذُ بداية العام تم إغلاق 36 محل بهارات وبن، البعض قضى فترة الإغلاق كاملة والبعض استبدلها بغرامه مالية.
وفي تصريح سابق أوضح رئيس جمعية البن عمر حمود أن الجمعية تعاني من عدم وضع بائعي البن تحت مظلة الجمعية الحرفية، للتنسيق معهم في القرار الذي يكون لصالح المستهلك وليس لصالح البائع، إذ تتم محاسبتهم على السعر أو النوعية والجودة وحتى توجد سياسة مخصصة في العمل تفيد المستهلك، مضيفاً: “يوجد أشخاص غير منتسبين للجمعية وهذا يؤدي للتلاعب بالجودة والنوعية، بما أنه ليس لنا صلاحية لمحاسبتهم”.
اثر برس