بعد تقرير صاحبة الجلالة عن إهمالها لبرنامج تعزيز قدرات المرأة

صاحبة الجلالة _ فهد كنجو:

بررت وزيرة التنمية الإدارية سلام السفاف تأخرها لأكثر من ثلاثة أشهر أي منذ تسلمها حقيبة التنمية عن حضور أي من لقاءات برنامج تعزيز قدرات المرأة القيادية الذي أطلق بعهد الوزير السابق، بررته بانشغالها بملفات ذات أولوية بالنسبة لها كوزيرة تسلمت مهامها حديثاً، على الرغم من أنها كانت تشغل منصب معاون الوزير منذ الربع الأخير من العام 2014، مشاغل قالت عنها إنها أخذت من وقتها أكثر من 14 ساعة عمل يومياً.

وكانت "السفاف" سجلت الخميس الفائت أول لقاء لها كوزيرة للتنمية مع من تبقى من السيدات اللاتي انضممن للمشروع، واستهلكت أكثر من نصف ساعة لتوجيه العتب لمن قالت إنهن زميلات مشتركات بالبرنامج التدريبي سربوا لوسائل الإعلام بعض التفاصيل التي من شأنها أن تسيء للمشروع برمته، واختصرت كل ما قيل عن البرنامج وكثرة الاعتذارات والتأجيل المتكرر للأيام التدريبية وعدم إكمال ما عليها من محاضرت مخصصة لها، اختصرته بالقول إذا كان عتبكم لعدم نزولي للقائكم فليس من المهم كوزيرة أن ألتقيكم و"أصبح" عليكم كما كان يفعل الوزير السابق، وليقل الإعلام عني أني أسقطت مشاريع سابقة فأنا اتخذت قرارات أجرأ من ذلك بكثير ولم أهتم لكل ما نشر، طبعاً في إشارة منها لما ورد في المقال الذي سبق ونشرته "صاحبة الجلالة" بعد أن تلقينا شكوى من بعض المتدربات نتيجة ما اعتبروه إهمالاً للبرنامج.

في تلك الجلسة التي كانت مخصصة للحديث عن "التفاوض"، الوزيرة السفاف أخبرت القياديات بما يشي بأنها عاقبتهم، أخبرتهن إنها كانت قد عزمت على لقائهن على بعد يوم واحد من المقال الذي نشر بتاريخ 14 / 6 / 2017 تماما قبل نحو شهر من الآن لكنها وبعد قراءتها له قررت أنها لن تلتقيهن فهي لا تعمل تحت ضغط الإعلام حسب ما نقل المصدر عن لسانها ثم انشغلت عنهم، ثم قالت أنا بالأخص لا أهتم للإعلام وأخوض في تفاصيل مكافحة الفساد يومياً وأعلم أني لن أسلم من الكلام، لتأتي واحدة أو أكثر منكن "لتزت" كلمة هنا وكلمة هناك، فتسألني مذيعة وعلى الهواء مباشرةً في لقاء حضره نصف مسؤولي البلد عن وجبات "السباكيتي" وطريقة تناولها خلال جلسات البرنامج، وأضافت أنا وبكل بساطة إجيد الدفاع عن نفسي إعلامياً، وبإمكاني القول إن "السباكيتي" ليس أنا من ضمنها في البرنامج، فلما كل هذه "الحرتقات" على حد تعبيرها، فأنتن بذلك تضيعن أربعة أشهر من تعبكن وخضوعكن للبرنامج، وبإمكاني (الكلام للوزيرة)بكل بساطة أن أمنحكن مجرد شهادة حضور، ولا أحد يمكن له أن يمنعني من ذلك على حد قولها، فقرار البرنامج لم يخرج من وزارة التنمية الإدارية بإسم سلام السفاف، وبذلك يكون تعبكم "راح".

إلى ذلك لم تفوت الوزيرة الفرصة لتؤكد عدم رضاها عن طول مدة البرنامج، مدة كانت شكلت حالة تذمر لدى المتدربات، مبينة أن المدة طويلة وفي حال كان هناك نسخة ثانية للبرنامج لن تتجاوز المدة الـ 60 ساعة، كما أنها كشفت عن اعتراضها على كثير من تفاصيله،

ودعت المتدربات إلى عدم شخصنة الأمور، والتعامل مع الأمور بشكل مؤسساتي، فالوزير وإن كان له وهرة على حد وصفها وحضوره يمنح ثقلاً للبرنامج إلا أن الأهم من ذلك هو القاعدة التنفيذية.

بعد ذلك نحت الوزيرة منحى تصالحياً، وكشفت للمتدربات عن بنك أفكار لتطوير المشروع، وإضافاء عليه مناخ جديد، الوزيرة وعدت بتنفيذ ورشات عمل واستضافة شخصيات نسائية مرموقة مثل السيدة بثينة شعبان وكوليت خوري، أو رجال مثل مفتي الجمهورية ووزيري العدل والأوقاف للحديث عن الصعوبات التي يمكن أن تواجه المرأة القيادية بسبب القوانين والتشريعات، وبالتالي الوصول إلى توصيات تزيح الضيم عن المرأة القيادية، وركزت على الأوقاف والعدل يجب استضافتهما لنقل لهما إننا "مخنوقات" تقول الوزيرة، مع إمكانية استضافة رئيس مجلس الوزراء عماد خميس.

"السفاف" رحبت بانضمام إي من المتدربات للوزارة لاحقاً حتى ولو اتهمت بأنها تؤسس لوزارة نسائية طبعاً مع ازدياد العنصر النسائي في عهدها حسبما أشارت في بداية حديثها.

الوزيرة كانت خيرت المتدربات بين أن تتحدث عن موضوع الجلسة "التفاوض" أو عن مشروع الاصلاح الاداري أو عن مشاريع الوزارة المستقبلية، وذهبت للحديث عن كل ما تقدم دون أن تتطرق لموضوع الجلسة الأساسي "التفاوض".

وكانت نشرت صفحة وزارة التنمية الإدارية على فيسبوك خبراً عن اللقاء وهذا نصه:

"في اطار استكمال الجلسات المقررة لبرنامج القيادات النسائية اجتمعت د.سلام سفاف وزير التنمية الادارية اليوم مع متبعات البرنامج واستمعت الى ارائهم حول قضايا المرأة في العمل والاشكاليات التي تواجهها وذلك لعرضها في ورشة عمل.

واستعرضت وزير التنمية في بداية اللقاء واقع عمل الوزارة والقرارات التي أصدرتها في اطار تنظيم العملية التدريبية والشهادات المعتمدة من قبل الوزارة.

كما دعت د.سفاف متبعات برنامج القيادات النسائية لتحفيز ابنائهم وذويهم من الشباب والطلاب الجامعيين على المشاركة في مؤتمر الشباب الاول للتنمية البشرية الذي يتم حاليا التسجيل فيه من خلال رابط المنتدى الاداري على موقع الوزارة.

وتطرقت الدكتورة سفاف خلال الاجتماع الى اهمية مركز قياس الاداء الاداري الذي يعد ذراع المشروع الوطني للاصلاح الاداري ويتمحور حول جودة التنظيم المؤسساتي وتبسيط الاجراءات ومكافحة الخلل والفساد الاداري والاستجابة للشكاوى وكذلك قياس رضا المواطن وجودة الخدمات ورضا الموظف والتكافؤ الوظيفي.. كما شرحت آلية عمله مشيرة الى انه بنية الكترونية مرنة مرتبطة ببعضها البعض.