مركز"مداد" يبحث في"أوراق باكو"..رحلات الأسلحةإلى خطوط النار محطتها أذربيجان ووقودها خليجي
صاحبة الجلالة- خاص:
في تقرير خاصّ له عرض مركز دمشق للأبحاث والدراسات "مداد" مجموعة من الوثائق، التي تكشف تورط شركة الطيران الأذريّة الحكومية تدعى "سلك واي إيرلاينز"، وطائرات سلاح الجوي الأذري، تورطهما في نقل شُحنات أسلحة إلى الإرهابيين في مناطق تشهد حروباً وتوترات داخلية، كسورية والعراق والكونغو وأفغانستان.
وكانت كشفت الصحافيّة البلغارية ديلياناغيتاندزيفا (DilyanaGaytandzhieva )، عن تلك الوثائق في تحقيق لها بيّنت فيه أنها حصلت عليها عن طريق حساب «تويتر» مجهول الهوية يحمل اسم "أنينيموس بلغاريا" (Anonymous Bulgaria)، وتقول الصحافيّة: إنها حاولت التواصل مع جميع الأطراف المعنية الواردة في تحقيقها الصحفي، لكنها لم تحصل على أي تعليق.
وتتضمن مقالة الصحافيّة البلغارية وثائق تثبت وجود صفقات أبرمتها الولايات المتحدة والسعودية، لشراء السلاح من دول أوربا الشرقية وإيصالها إلى التنظيمات المسلحة، وتوضح مسار الرحلات التي سلكتها شركة الطيران الأذريّة، تحت يافطة أنها رحلات "دبلوماسية"، في حين كانت طائراتها تقل أسلحة وبضائع خطرة على متنها.
التقرير الذي ترجمه مركز "مداد" كشف عن مجموعة من المقالات والوثائق ونصوص العقود والاتفاقيات، ومجموعة من الملاحق، التي تدعم ما تقدم.
ثلاثمائة وخمسون رحلة طيران "دبلوماسية" تحمل سلاحاً للإرهابيين
وتؤكد الوثائق المترجمة أن شركة طيران "سلك واي إيرلاينز" الحكومية الأذريّة نفذت ما لا يقل عن ثلاثمائة وخمسين رحلة لنقل السلاح إلى مناطق الصراعات والحروب حول العالم على مدى السنوات الثلاث الماضية، وحملت عليها عشرات الأطنان من السلاح والذخيرة إلى الإرهابيين في جميع أنحاء العالم.
يتضمن الملف المسرّب مراسلاتٍ بين وزارة الخارجية البلغارية وسفارة أذربيجان في بلغاريا، مُرفقاً بوثائق عن صفقات سلاح وطلبات "تخليص دبلوماسي" للتحليق أو الهبوط في بلغاريا والكثير من البلدان الأوربية وأمريكا والسعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا، على سبيل المثال لا الحصر.
الولايات المتحدة ترسل أسلحة بقيمة مليار دولار أمريكي
وتشير الوثائق وفقاً للسجل الأمريكي الاتحادي للعقود، أنه على مدى السنوات الثلاث الماضية، مُنحت الشركات الأمريكية (منها: أوربيتالآي تي كي، كلمن إنترناشيونالليميتيد، شيرمينجميليتاريبروداكتس، شيرمينغ، آلينتتيكسيستماوبريشنز، بيربلشوفل) عقوداً بما قيمته مليار دولار، بموجب برنامج خاص للحكومة الأمريكية لتوريد أسلحة غير أمريكية. وجرت عمليّات التوريد كافةً بوساطة شركة "سلك واي إيرلاينز" لنقل السلاح، أو بوساطة طائرات تابعة للقوى الجوية الأذريّة.
"السعودية" تمول شراء الأسلحة وتوزيعها دفعات نقدية
وعلى خطا واشنطن اشترت السعودية كميات كبيرة من السلاح من أوروبا الشرقية، وصدّرتها على متن رحلات شركة "سلك واي إيرلاينز"، كذلك كانت الإمارات العربية المتحدة من البلدان العربية التي اشترت السلاح من أوروبا الشرقية، وتم إعادة توريده لطرف ثالث، ورغم أن المستلم النهائي للسلاح هو الجيش الإماراتي، غير أن وثائق الرحلة تشير إلى أن الطرف الذي قام بتمويل العملية هو المملكة العربية السعودية.
ويعرض التقرير في هذا الجزء منه مثالاً عن حالة شراء حصلت في الامارات، وتم الدفع نقداً من قبل السعودية.
رحلات طيران دبلوماسية تحمل الفوسفور الأبيض الفتّاك
نقلت شركة "سلك واي إيرلاينز" في تواريخ مختلفة مئات الأطنان من شحنات عسكرية، بما في ذلك الفوسفور الأبيض من صربيا وبلغاريا إلى كابول.
باكو-مركز عالمي للسلاح
وزارة الدفاع الأذريّة وعلى نحوٍ متكرر كانت الجهة المرسل إليها السلاح دون تستلمه فعلياً، هذا ولعبت باكو دور المركز الدولي للسلاح، وتقومُ رحلات طيران كثيرة بهبوطٍ فنيٍّ مع توقف لساعات قليلة في مطار باكو، أو في مطارات وسيطة أخرى على طريقها إلى وجهتها النهائية.
وعلى سبيل المثال، في عام 2017، حدث أن اتجهت خمس رحلات طيران من نيش (صربيا) عن طريق أوفدا (إسرائيل) إلى نوسنسي (أذربيجان)، إذ حملت كل طائرة منها على متنها حمولة تزن 44 طناً من الأسلحة، وقد هبطت الطائرات كافةً في إسرائيل ومكثت مدّة ساعتين، في طريقها إلى أذربيجان.
انقلاب عسكري عقب رحلة طيران "دبلوماسية" إلى بوركينافاسو
حطّت إحدى طائرات القوى الجوية الأذريّة بعد تركيا، في السعودية، وبقيت هناك مدّة يوم. ومن ثم هبطت في الكونغو وبوركينافاسو. ثم بعد مضي أسبوع، كان هناك محاولات لانقلاب عسكري في بوركينافاسو.
ثلاثمئة طن من الأر بي جي (RPG-s) وبنادق وذخيرة للأكراد
وظهرت في آذار عام 2107مزاعم عن إرسال ما يزيد عن ثلاثمئة طن من السلاح إلى وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) في شمال سورية، إذ قامت ست رحلات "دبلوماسية" بنقل أطنان القذائف من بلغاريا، إلى وزارة الدفاع العراقية. لكن لم يكن ثمة عقود مرفقة. ومن ثم أُرسلت حمولات أسلحة من رومانيا وسلوفانيا إلى أربيل، وكان المستقبل الأخير هو حكومة كردستان.