ميادة الحناوي: منذ التسعينيات لم تبرز أسماء جديدة ولا صوت يطربني
أشارت الفنانة ميادة الحناوي لصحيفة "اندبندنت" العربية إلى أن الظروف حالت دون تقديمها أعمالاً جديدة ومن بينها وفاة شقيقتها فاتن ومرض شقيقها عثمان والحرب في سوريا وانتشار فيروس كورونا، ولكنها تؤكد قائلة "أغنياتي لا تزال موجودة وأنا أشكر ربي لأنني كنت محظوظة بتعاملي مع الكبار على رغم صغر سني، وعندما غنيت "فاتت سنة والحب اللي كان" كنت في الـ 17 من عمري، وهذا الأمر لم يحصل مع أي مطربة غيري، كما غنيت للملحن محمد الموجي "يا غائباً يا لا يغيب واسمع عتابي" ولبليغ حمدي مجموعة كبيرة من الأعمال، وهو كان الأستاذ والمعلم الذي اكتشف مكنونات وخبايا صوتي، وتوالت المسيرة والتقيت بالموسيقار العظيم رياض السنباطي وغنيت من ألحانه "أشواق" وقبله التقيت بالموسيقار محمد عبدالوهاب في مصيف بلودان وأعجب بصوتي، وسافرت معه إلى القاهرة وأنا في الـ 15 ولم أكن أعرف يومها حتى الشام، وارتبطت معه بعقد فني من خلال شركة "صوت الفن" التي كان يملكها بالشراكة مع عبدالحليم حافظ ومجدي العمروسي، وهو لحن لي "في يوم وليلة" التي ما لبثت أن انتقلت إلى وردة".
ولفتت الحناوي إلى حال الأغنية العربية قائلة إن "أعمال اليوم كلها متشابهة، ففي زمننا كانت الدنيا مختلفة ونحن عاصرنا المرحلة الذهبية للأغنية، ولو أن مطربي ذاك العصر ظهروا في هذا الزمن لما كانوا نجحوا بسبب غياب كبار الملحنين، ولكن أين الثريا من الثرى، فاليوم الدخلاء يتصدرون الترند وتحول الغناء إلى تسلية، ويكفي أن تنشر أي فتاة جميلة صوراً لها لينتشر اسمها حتى لو لم يكن لها علاقة بالغناء، ومنه تنطلق إلى مجالات أخرى، ومنذ التسعينيات لم تبرز أسماء جديدة سواء في سوريا أو لبنان أو مصر وكأننا نعيش في كوكب آخر، مع وجود مطربات جيدات في مصر.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن الحناوي فانه ولا يوجد بين مغني الجيل الجديد من يطرب الحناوي مع أنها تسمع كل ما يطرح من أغان كما تقول، "لا يوجد صوت يطربني في هذا الزمن وهناك فرق بين المطرب والمغني والمؤدي، فالمؤدي هو الذي يؤدي بشكل جيد ونقول له شكراً، والمغني لا بأس به، أما المطرب فهو من نقول آه لغنائه، لكن لم يعد هناك وجود للمطربين، وأما برامج الهواة فتصرف عليها أموال طائلة وأعضاء لجان التحكيم فيها يشيرون إلى عيوب المشتركين ولا يسألون عن ثقافتهم الموسيقية، والموهبة ضرورية وهناك أصوات جميلة ولكن تنقصها الكاريزما، والكاريزما تولد مع الإنسان ولا يمكن اكتسابها، كما أن الذكاء ضروري للفنان ولا يوجد اليوم فنان بمثل ذكاء عبدالحليم حافظ وصدقه، وحتى فايزة أحمد كانت رائعة، وهما أيقونتان رائعتان ولا يمكن أن يتكررا كما كل النجوم الكبار الذين رحلوا، وأنا أشعر أنهم يعيشون بيننا ولم يموتوا أبداً".
وتقارن الحناوي بين تصرفات الفنانين في الجيلين الماضي والحاضر قائلة "ينحصر اهتمام فناني العصر الحالي بإبراز اسمهم أولاً في الحفلات وبتصدر الترند على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال مشاركة المتابعين في إعداد القهوة ووضع الماكياج، كما أن بعضهم يستغل الفيديوهات للغناء المباشر، بينما كان الناس في الماضي ينتظرون الفنان لمشاهدته والاستماع إلى ما يقوله، وعندما سألت الموسيقار محمد عبدالوهاب لماذا كانت أم كلثوم تجلس على الكرسي في حفلاتها وهل هو طقس من طقوس الغناء؟ أجابني بل هي تجلس لكي تستعيد قوتها لأنها كانت تهاب الجمهور والتصفيق والموسيقى".
صحيفة اندبندنت العربية