قشور البيض لترقيع وعلاج عظام الإنسان
يبدو أن قشر البيض، غير المرغوب فيه، سيصبح مادة مهمة لصنع ترقيع عظمي آمن وفعّال للإنسان، وفق ما نشره موقع New Atlas.
وبغرض التوصل إلى ابتكار مادة جديدة لترقيع عظمي آمن وفعّال، لجأ الباحثون إلى قشر بيض الدجاج الذي يتوافر بكثرة وقليل التكلفة، إذ تمكنوا من ابتكار تقنية جديدة لإذابة وترسيب جزيئات فوسفات الكالسيوم غير المتبلورة من قشر بيض الدجاج لاستخدامها في ترقيع العظام.
فقد قام الباحثون بتطوير طريقة جديدة للذوبان والترسيب لتكوين جزيئات فوسفات الكالسيوم غير المتبلورة ACP من قشر بيض الدجاج، والتي تعتبر ضرورية لتكوين العظام الممعدنة – أي الصلبة والقوية – وقد تم استخدامه سابقاً كبديل للعظام بسبب مكوناته.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة كينالي ما، أستاذ بقسم المواد الحيوية في جامعة أوسلو في النرويج: إن قشور البيض مادة خام مثالية لتصنيع مواد التطعيم العظمي لأنها تحتوي على الكثير من مكونات الكالسيوم والفوسفور، كما توجد أيضاً بعض العناصر النزرة المرتبطة بتجديد العظام، مثل المغنيسيوم والسترونتيوم، في قشر البيض”.
وقام الباحثون بدمج جزيئات ACP في جسم كروي ثلاثي الأبعاد لتحليل نشاط تكوين العظام للجسيمات بشكل أفضل من خلال التفاعل بين أنسجة عظام المضيف ومواد التطعيم. واكتشفوا أن جزيئات ACP في قشر البيض في المختبر تتفاعل بشكل واقعي مع الخلايا التي تبني العظام، إلى جانب مزايا أنها غير سامة ومتوافقة مع المناعة وفعّالة في تعزيز تجديد العظام.
من جانبه، قال هافارد جوستين هاوجي، من جامعة أوسلو بالنرويج والباحث المقابل في الدراسة: تبشر هذه التقنية بتوفير إمدادات غير محدودة من مواد التطعيم العظمي النشطة بيولوجياً والمستدامة مع تقليل التلوث البيئي.
ويأمل الباحثون أن تشجع النتائج، التي توصلوا إليها، على مزيد من البحث في استخدام نفايات الطعام العادية كمواد حيوية.
يذكر أن الطريقة الشائعة لترقيع العظام في جميع أنحاء العالم هي ملء الفراغات أو الفجوات في العظام عن طريق مواد التطعيم العظمي من مصادر مختلفة، من بينها الطعوم الذاتية عظام الشخص نفسه الذي يتم إجراء الجراحة له، أو من طعوم من عظام متبرعين، التي يتم جمعها أثناء الإجراءات الجراحية مثل استبدال مفصل الورك والتي يتم تعقيمها للاستخدام لترقيع عظام مرضى آخرين.
وكان يتم توفير مواد ترقيع عظمي من عظام غير حية للحيوانات مثل الأبقار أو الخنازير، تسمى Xenogeneic، والتي تتم معالجتها في درجات حرارة عالية للتعقيم ولكيلا يرفضها الجسم البشري، وتكون عادة أقل جودة من الطعوم الذاتية أو من المتبرعين.