كتب زياد غصن: ماذا عن غلاء الصحة والتعليم؟
باتت نفقات التعليم والعلاج تشكل عبئاً إضافياً يثقل كاهل الأسر الفقيرة وصاحبة الدخل المحدود، التي تجد نفسها مرغمة في كثير من الأحيان على المفاضلة بين خيارات صعبة ومؤلمة.
وهذا للأسف لا يشمل فقط خدمات التعليم والعلاج التي يقدمها القطاع الخاص، وإنما تلك التي يقدمها القطاع العام أيضاً، حيث تتحمل الأسر نفقات كانت في السابق تتحملها الدولة كشراء الأدوية ومستلزمات العلاج عند اللجوء إلى المستشفيات الحكومية، فضلاً عن أثر التضخم على الالتزامات المترتبة عادة على الأسر كالقرطاسية الدراسية والنقل المدرسي وغيرها.
ولو عدنا إلى وسطي تقديرات التضخم الشهري لأسعار المستهلك لوجدنا أن تضخم خدمات الصحة خلال الفترة الماضية سجل حوالي 5%، والتعليم .4%، وهي معدلات كبيرة ولا يستهان، لاسيما إذا ما قارناها مع تضخم الأغذية والمشروبات غير الكحولية المقدر بحدود 5.5%.
في الحديث العام عن ارتفاع الأسعار والغلاء المتوحش الذي نتعرض له، غالباً ما ينصب الإهتمام على غلاء الأغذية والمشروبات، فيما قطاعات أخرى هامة وأساسية في حياة المواطنين تشهد الغلاء نفسه، ولا أحد يقترب أو يحاول رصد معاناة الناس جراء ذلك الغلاء... لا حكومياً ولا شعبياً.
لهذا يحدث التسرب المدرسي بنسب مرتفعة، والأهم أنه يستمر... وسوف يستمر.
ولهذا أيضاً يمرض كثيرون ولا يحصلون دوماً على فرصة علاج مناسبة، إلا إذا تدخل أحياناً بعض أصحاب الأيدي البيضاء..
لا تنسوا أن تماسك بنية المجتمع وسلامته مرتبطين بحصول جميع أفراده على تعليم كاف ورعاية صحية مثالية، وإلا فنحن سنكون في مواجهة مجتمع مفكك ومريض.
دمتم بخير
زياد غصن - شام إف ام