الريف السوري.. مقطع الأوصال منهك من الفقر !!
في العصر الذهبي لسورية غالبية سكان المدن المرتاحين مادياً اتجهوا إلى الريف لتأمين سكن من أجل الابتعاد عن الضجيج والاستمتاع بجمال الطبيعة، أما اليوم مع تقطيع أوصال الريف السوري وانقطاع وسائل النقل، جميع من هم في الريف يبحثون عن منازل على أطراف المدن لقضاء حاجاتهم والوصول إلى عملهم بيسر وسهولة.
في الريف السوري الكثير من العاملين في الدولة يعملون في مراكز حكومية ريفية ويضطرون لقطع مسافات ليست بقلية على الدراجات للنارية أو يجمعون بعضهم بسيارات خاصة ، لكن اليوم مع شح المحروقات تقطعت بهم السبل وعاجزين الوصول إلى مراكز عملهم، ومن استطاع أن يملك سيارة في أيام العز والرخاء, اليوم يصرف على سيارته للوصول إلى عمله وراتبه لا يكفي ثمن بنزين للوصول إلى عمله أسبوع في الشهر.
ياسادة , من لديه مُسن أو حالة من ذوي الإعاقة أو مريض مزمن يلزمه غسيل كلى وبحاجة للتنقل بشكل مستمر, فإنه اليوم يتصل ألف اتصال مع كل من لديه سيارة ومستعد لبيع لباسه لدفع أجرة الطريق مهما كانت مرتفعة، لكن الجميع جوابه واحد من أسبوعين لم تصل رسالة البنزين، طلبت الحر والعادي وعيني على الموبايل.. ما أصعب الانتظار، والأصعب منه هو عدم قدرتك على تلبية من لديه حالة إسعاف وملهوف، وتقسم له بجميع الأديان أنه لا يتوفر لديك بنزين لإسعافه، وتتمنى أن يصدقك الجميع من أقارب وجيران.
واقع الريف السوري متشابه اليوم في المعاناة وتختلف شدة المعاناة بين قرية وأخرى حسب قربها وبعدها عن مركز المدينة، وتبقى المعاناة الأكبر هو إسعاف المرضى وجلب الأدوية للمحتاجين وتدفئة الصغار .
صحيح أن الريف السوري غني بمنتجاته والجميع توجه للزراعة لكن إنتاجه أصبح عبئاً على الأسر ولا يمكن تسويقه في الريف، كون الإنتاج متشابه لدى الجميع وتكلفة الوصول إلى سوق الهال أضعاف أسعار المنتجات .
الريف السوري اليوم مقطع الأوصال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ويعيش سكانه بالقدرة، لا صيدليات مفتوحة، ولا أطباء ولا نقل ولا خدمات، والكهرباء ربع ساعة والإنترنت مرتبط بالكهرباء، والاتصالات أيضاً الأرضية والخلوية، وغالبية القرى عطشى لا يوجد ضخ مياه، والمشاريع الأسرية شبه متوقفة، وكان الله بعون من يسكنون في الريف الذي عرف "بجنة سورية" .
الساعة 25