رأي خالد العبود في اللقاءات السورية - التركية
إنّ لقاء وزيري الدفاع في سوريّة وتركيّا، إضافة إلى رئيسيّ جهاز المخابرات في البلدين، هذا لا يعني بدء المفاوضات، لا يعني بداية الحوار في مسائل تخصّ إعادة العلاقات بين البلدين..
-لقد سبق ذلك حوارٌ عميقٌ وطويلٌ، كانت تتخلّله تصريحاتٌ من قبل مسؤولين أتراك، وفي مقدمتهم "أردوغان"، وهم بذلك لم يعبّروا عن رغبتهم بلقاء الرئيس الأسد، أو عودة العلاقات مع سوريّة فقط، بمقدار ما كانوا يحاولون ترويض الداخل التركيّ، وتحضيره لهذا المناخ السياسيّ الجديد..
-نعتقد أنّ اتّفاقاً كاملاً تمّ الاعداد له، قبل هذا اللقاء، يمكن اختصاره بعودة العلاقات السوريّة - التركيّة للصيغة التي كانت حاكمة البلدين قبل أحداث 2011م، وهذا يعني أنّ كلّ تجاوزٍ بخصوص هذه الصيغة سوف يتمّ التراجع عنه..
-لقد كان نظام "أردوغان" بحاجة ماسّةٍ، لركوب عربة "استقرار" المنطقة، وليس أمامه سبيلاً إلى ذلك، إلاّ من خلال البوّابة السوريّة، وبمباركة الرئيس الأسد، باعتبار أنّ "أردوغان" بحاجةٍ إلى مفاتيح محدّدة تمنحه هذه الإمكانيّة، ولا تمتلك هذه المفاتيح إلاّ القيادة السوريّة..
-عمود "استقرار" المنطقة يمكن اختصاره بالظروف الموضوعيّة التي ساهم الرئيس الأسد بدفع المنطقة إليها، تماماً مثلما ساهم بمواجهة الاحتلال الأمريكيّ للعراق، وصولاً إلى انسحاب هذا الاحتلال، وكذلك بالنسبة لمساهمته في الظروف التي حكمت المنطقة، بعد اتّهام سوريّة باغتيال "رفيق الحريريّ"!!..
-نعم لقد وقع "أردوغان" في "فخّ" الاحتلال المُكلِف، وفي "فخّ" الأوراق السياسيّة الثقيلة عليه، وفي "فخّ" الحاجة لسوريّة، للخلاص من تبعات الفوضى التي كان أساسيّاً فيها، في العدوان على سوريّة..
-لهذا فإنّ "أردوغان" يسعى للخروج ممّا وقع فيه، ونحن نسعى للدفاع عن مصالح شعبنا وحقوقنا الوطنيّة!!..