كتب زياد غصن: وظائف "دسمة"
هناك وظائف باتت اليوم أشبه ما تكون بالعطايا، يمنحها مسؤولون للبعض من المتنفذين، المرضي عنهم، وأصحاب الحظوة، وأقاربهم.
هذه الوظائف بعضها حكومية، إلا أن لها امتدادات أخرى يجعلها على تماس مع بعض المشروعات الأممية والخاصة، وتالياً فإن تعويضاتها المالية المباشرة تكون مجزية ومغرية. من قبيل الشركات المشتركة مع بعض الدول، ممثلي هذه الوزارة أو تلك في بعض المؤسسات والهيئات والمشروعات، وغير ذلك.
البعض الآخر من هذه الوظائف موجودة في القطاع الخاص، لكنها مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بموافقة هذا الوزير أو ذاك كتعيين مديرين تنفيذين لبعض الشركات المساهمة، أو تعيين أعضاء في مجالس إدارة هذه الشركات.. وما إلى ذلك.
وللأسف، فإن الكثير من الخيارات المعتمدة لهذه الوظائف ليست بالمستوى المطلوب من الخبرة والكفاءة، وأحياناً لا يكون لدى الشخصيات المختارة معرفة كافية باختصاص هذه الوظيفة أو تلك.
ميزة مثل هذه الوظائف أن تعويضاتها الشهرية مرتفعة، وذات حصانة من قبل الجهة الداعمة، ولا تحتاج إلى تخصيص وقت لإنجاز أعمالها.
وليس هذا فحسب، فهناك من بات يضغط لاستبعاد شاغلي بعض المناصب "الدسمة" لصالح معارفهم والمرضي عنهم.
هذا الملف يفترض أن يحال إلى الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش للتحقيق فيه بموضوعية وبلا سقف محدد، فأولى خطوات استعادة الثقة بين الحكومة وبين المواطن يكمن في محاسبة من أساء استخدام منصبه وصلاحياته لتحقيق منافع شخصية أو اعتمد المحسوبيات أساساً في بعض قراراته.
دمتم بخير
زياد غصن - شام إف إم