كتب زياد غصن : 19 ألف أسرة.. والسبع بحرات!

سلامات

وفق بيانات رسمية كشف النقاب عنها مؤخراً، فإن الوحدات السكنية في محافظة دمشق، والتي تعرضت للضرر جراء الحرب، بلغت نسبتها حوالي 5%.

هذا يعني عملياً أن هناك حوالي 19 ألف منزل مدمر كلياً أو جزئياً إذا اعتمدنا على آخر إحصائية رسمية لعدد المنازل في دمشق، والعائدة إلى العام 2010.

أعرف أن الكثيرين يعتبرون أن هذا الرقم غير دقيق، وأن ما هو متضرر أكبر بكثير، لكنني لست هنا بصدد البحث في دقة البيانات الرسمية، وإنما لتذكير محافظة دمشق أن هناك ما هو أهم من تجميل الساحات، تبديل الأرصفة، وتعبيد الطرقات.

عندما تتحدث البيانات عن تضرر أكثر من 19 ألف منزل، فهذا يعني أن هناك على الأقل 19 ألف أسرة نازحة، ومرهقة جراء تضخم الإيجارات، والفقر.

هذه الأسر هي من دون شك الأولى بالمساعدة والدعم في مثل هذه الظروف الصعبة..

بلغة أخرى...

هناك مشروعات عديدة تحتاجها المحافظة، وهي أهم من بناء أبراج، تجميل ساحات، أرصفة، وإعادة تعبيد طرقات.

مشروعات توفر فرص عمل للمتضررين من الحرب، تحقق بعضاً من التعافي المبكر، تمنح سلاماً اجتماعياً، وهو أكثر ما نحتاجه اليوم.

لكن في كل مرة تختار الحكومة بمؤسساتها المختلفة ووحداتها الإدارية توجيه الرسائل الخطأ.

إذ ما معنى أن يتم الإعلان عن مشروع لتجميل ساحة السبع بحرات بمبلغ يقال أنه يتجاوز ملياري ليرة، في وقت تعاني فيه معظم الأسر من ضائقة اقتصادية شديدة، أزمة نقل خانقة، غياب لوسائل التدفئة، وهجرة مستمرة للشباب.

لو كانت الحكومة تحسبُ حساباً لرأي الناس، لما كانت سارت بمشروعات تثير ردة فعل غاضية منذ الإعلان عنها، وتتسبب باتساع فجوة الثقة المفقودة بين المواطن وبين الحكومة... لكن يبدو أنه لا أحد مهتم برأي هؤلاء الناس، فهم مجرد أرقام لا أكثر ولا أقل.

ملاحظة: سيقول البعض: إن المبادرة جاءت من قبل المجتمع الأهلي. لكن ينسى هؤلاء أنه من واجب الحكومة والوحدات الإدارية توجيه مبادرات المجتمع الأهلي نحو أولويات واحتياجات المجتمع المحلي.

دمتم بخير

زياد غصن - شام إف إم