ما هو سبب زيارة الوزراء إلى الساحل أسبوعياً وإلى المنطقة الجنوبية في النادر ؟!!
من يتابع زيارة الوزراء إلى الساحل السوري يجدها زيارات مكوكية، ويكاد لا يمر يوم خميس من دون وجود وزير أو أكثر من وزراء الحكومة في اللاذقية وطرطوس، وعلى مضض منهم من يمر في طريقه إلى حمص أو حماة، وفي المقابل بعض الوزراء لم يزر المنطقة الجنوبية والشرقية إلا في النادر، ومنهم لا يعرف هذه المحافظات خلال وجوده في الوزارة.
فخلال الأسبوع الماضي, أربعة وزراء زاروا المنطقة الساحلية بالإضافة إلى بعض المديرين العامين والكثير من الإدارات الأخرى المتوسطة والعليا، وإذا أرادت وزارة المالية أن تكشف عن حجم أذونات السفر التي تصرف بمهمة للساحل السوري والمهمات التي تصرف من المحروقات ستجد أن الأرقام مرعبة، وأن الجميع يذهب للسياحة وليس للعمل .
اسمحوا لي معالي الوزراء أن أخبركم أن الزيارات المكوكية إلى الساحل السوري لا تولد عملاً بل فساداً، والدليل على ذلك أن الفساد في المناطق الجنوبية قياساً بالساحلية لا يقارن، والسبب أن زيارة معاليكم مع المسؤولين واستقبال أصحاب رؤوس الأموال ومن يقوم بالواجب يضرب بسيفكم، ومنهم من يتفاخر باستقبال الوزير أو المدير على الغداء، أو ضمن الشاليه أو ضمن الفيلا على المسبح .
معالي الوزراء , يحق لنا أن نسألكم عن إنجازاتكم في الملفات العالقة في الساحل السوري منذ عشرات الأعوام، من الفشل السنوي في تسويق الحمضيات، إلى الفشل في تسويق التفاح، وإلى تحويل الزيتون إلى محصول استراتيجي وإلى معالجة الفقر المدقع لأبناء الريف، وإلى الخدمات المتردية، وإلى السياحة الشعبية، وإلى الواجهة البحرية، وإلى المخالفات الكبيرة، وإلى عطش الريف، والكثير الكثير من الملفات العالقة منذ سنوات ولا أحد يلتفت إليها.
لا نعلم معالي الوزراء إذا كان منظر إخراج الطلاب من المدارس لاستقبالكم يثلج صدوركم، أو هو السبب في زيارتكم المكررة، أم الكرم الذي يتمتع به بعض الفاسدين من خلال الهدايا والمنتجات التي تصل إلى مكاتبكم، أو من خلال وجبات السمك الفاخرة، أو الإقامة لعائلاتكم في فنادق بنجوم كثيرة، أو شاليهات فخمة من الطراز الأول .
استغرب هذا العشق الكبير لمعاليكم إلى الساحل السوري، ومحاولة جميع من وصل إلى كرسي المسؤولية التملك في الساحل السوري، وفي حال تم نشر أملاك المسؤولين في الساحل سيأتيكم العجب أيها الشعب المناضل .
أنا لا أفهم كيف لا تعتبرون أن المحافظات في المناطق الجنوبية أو حتى الشرقية وحتى الوسطى والشمالية في دائرة اهتمامكم كما هي المحافظات الساحلية، ولا أرى أي نتائج من زيارتكم على مستوى أهالي وسكان المنطقة سوى التقنين الجائر في الكهرباء، وأن الريف في الساحل يعاني العطش والفقر يزنّر القرى، وكبار السن لا يجدون من يرعاهم والفلاحون معاناتهم لا أحد يسمعها، فقط الجميع يسمع نميمة لا تسر الخاطر.
أثر برس _ طلال ماضي