كتب الصحفي زياد غصن: لنبحث عن الأفراد
مع اعتزازي وفخري بكل إنجاز سوري يتحقق هنا أو هناك، لكن كل ذلك يبقى مجرد سير فردية لا تؤشر إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح، ولا تقدم ضمانات بأن مستقبلنا سيكون بخير.
لاحظوا أننا في الألعاب الرياضية الفردية نحقق بعض الإنجازات، وفي الألعاب الجماعية لا نحصد سوى الفشل.
كذلك الأمر في الطب مثلاً، نسمع عن أطباء تميزوا في الخارج، ولا نسمع عن فريق طبي سوري توصل إلى اكتشاف ما في عالم الطب.
ويمكنكم قياس ذلك على جميع مجالات الحياة.
أنا واحدٌ من كثيرين كنت مؤمناً أن العمل الجماعي والمؤسساتي هو مدخل النجاح الوحيد، فأصبحت اليوم على قناعة أن الأفراد هم من يصنعون النجاح، ويغيرون التاريخ بمفهومه الضيق والواسع، وتحديداً في بلادنا.
يعين مسؤول في مؤسسة ما، إما أن يحولها إلى خلية نحل وأنموذج نجاح، وللأسف الأمثلة على ذلك قليلة جداً. أو يجعل منها درساً مؤلماً في الخيارات غير الصائبة، وهذا للأسف أيضاَ هو السائد اليوم.
حتى في القطاع الخاص، وفي فروح الأدب والثقافة، الإعلام والرياضة، الهندسة والطب، وما إلى ذلك من مهن وأعمال.
إذاً الأولوية اليوم هي ليست للحديث عن المأسسة التي فشلنا في ميدانها لعقود، وإنما للبحث عن الأفراد المميزين، وعن الكفاءات القادرة على ترك بصمة في مسيرة العمل، وعن الأشخاص المتصالحين مع أنفسهم ومجتمعهم..
وهذا والله ليس بالأمر السهل، لأنه يحتاج إلى تغيير جذري في عقلية وآليات الاختيار والبحث، فالاعتماد على الآليات والجهات نفسها لن يفضي سوى إلى مزيد من الخيارات غير الصحيحة.
هل كنتم تعتقدون أنه لولا مسابقة القراءة التي أطلقتها دولة الإمارات كانت مؤسساتنا التربوية والثقافية ستكتشف موهبة شام في مثل هذا العمر؟ ولماذا لم نكتشف كثيرين قبل أن يصلوا إلى جامعات غربية ويتألقوا فيها، ويصبح بعضهم في مراكز أبحاث عالمية؟
هي أسئلة يجب أن تطرحها مؤسساتنا بكل جرأة وشفافية...
دمتم بخير
زياد غصن - شام إف إم