في مدارسنا عنف وتدخين ونكات «غير تربوية» !!
بدت ظاهرة العنف بين الطلاب سواء خارج المدارس أو داخلها من المشاهد المكررة بشكل شبه يومي يُفضي بعضها إلى أذى جسدي في معظم الأحيان.
وفي ظل غياب إحصائية دقيقة حول عدد حالات العنف ضد الطلاب أو بين بعضهم كشفت رئيس دائرة البحوث في مديرية تربية ريف دمشق «سعاد محمد» أن الشكاوى التي وردت إلى المديرية حول اعتداءات من هذا النوع اقتصرت على الضرب والمشاجرات بالأيدي وشكوى واحدة على طالب كان يحمل سكيناً داخل الحرم المدرسي.
وأضافت: «حصل خلال عام 2022 أن حدثت مشاجرة راح ضحيتها طالب مع أشخاص من خارج المدرسة».
وأكدت رئيسة دائرة البحوث أن نسبة العنف بين الطلاب التي تصل إلى درجة الضرب بين الطلاب انخفضت خلال العامين 2021 – 2022 وذلك بالمقارنة مع الأعوام السابقة لكن تلك النسبة غير قابلة للتحديد.
وأشارت محمد إلى أنه في حال وقوع حالات العنف بين الطلاب في المدارس ترسل المديرية لجنة مؤلفة من رئيس دائرة الجاهزية وموجهين أكفاء وأحياناً مدير التربية أو أحد المعاونين وأحياناً الرقابة الداخلية.
وأكدت أن المديرية تكافح هذه الظاهرة من خلال توعية الطلاب وذويهم والمشاركة بلوحات إرشادية لمناهضة العنف في المدارس ومن خلال المعارض في المديرية، ووضع موضوع العدوان ضمن الخطة الإرشادية وطرح الموضوع الوقائي، وتدريب الطلاب على مهارة الاعتذار واحترام الآخر والتسامح، والتواصل اللاعنيف وتعديل السلوك والدعم النفسي والاجتماعي والصحة العقلية من خلال الدورات والأنشطة.
وحول الأسباب التي تدفع الطلاب للعنف والتنمر تجاه بعضهم في المدارس، قال الدكتور في كلية التربية بجامعة حلب «حليم الأسمر»: «أرى أنه من خلال توصيف البيئة السورية سنرى الكثير من المفارقات قبل الحرب وبعدها».
وأضاف: إنه «حتى نوصف الواقع يجب أن نرى العلاقة التي تقوم بين الأسرة والمدرسة وهذه العلاقة للأسف غير واضحة بل هي بغاية الأهمية وخاصة أنه صار لدينا تعدد بأنواع المدارس وأيضاً عدة مواقف واتجاهات من المدارس وهنا أصبح لدينا سؤال يتكرر في ذهن الطالب ما الهدف من المدرسة؟ وحتى لو درست أو حققت العلامة الكاملة؟».
قال: حالياً طغى العنف على الأسر والبيئة بغض النظر عن نوع هذا العنف إن كان لفظياً أو رمزياً أو جسدياً أو تنمراً أو على شكل هروب وتهريج وتحرش أحياناً وفرط نشاط وتأخر صباحي وعدم التزام.. عنف متعدد الأشكال إضافة إلى الإدمان والتدخين والإنترنت والسرقة والكذب واللعب والنكات غير التربوية وتكتمل اللوحة إذا نظرنا إلى قلة النظافة والصحة العامة غير المعتنى بها وفقدان الرعاية الأسرية في بعض البيئات وأيضاً لدينا يُتم وطلاق وإيذاء الذات».
وأضاف: «لدينا مظاهر واسعة من اللانتماء إذ يعتبر الطالب نفسه أنه عابر ولا نية له بالعيش هنا بشكل مؤقت ثم سيهاجر وهذا ينطبق على المدارس الحكومية والخاصة، من لا ينتمي إلى أناه ذاته وفروقه الفردية واختلافه كيف يمكن لنا أن نطلب منه أن ينتمي إلى الجماعة هو متجه لينتمي إلى الشلة؟.. وهالشلة (التي تمارس أنواع من السلوك غير السوي) كل ما انتشرت كل ما انشلينا».
وبين الأسمر أن «هذا التوصيف لا يُراد منه التشاؤم بل يراد منه المراجعة المتجددة لهذه المشكلات ومحاولة التخلص منها وتفريغها من مضامينها وهنا نرجع من خلال استشرافنا للمشروع التربوي السوري من الآن وحتى عام 2035 يجب أن نضع النقاط على الحروف ما المفيد لهذا الطالب وما المادة العلمية التي تنفعها».
وختم قائلاً: أرى أن محاولة تخطي العنف يحتاج إلى دراسات ميدانية معمقة وإعادة النظر بتنظيم الأسرة في سورية تنظيماً جدياً من كامل الاتجاهات والنواحي، وتنمية قبول الاختلاف، والحفاظ على الفروق الفردية وتمكين الهوية واستقبال الابن للأسف تعثرنا باستقبال أولادنا وهذه العلاقة المنزلية هي القادرة خلال ليلة واحدة أن نحول الواقع إلى اللطف وإلى تنوع بالهوية.
الوطن