عالمة سورية تُطور نظام ذكاء اصطناعي للكشف المبكرعن « مرض باركنسون » ماهو المرض .. أعراضه .. علاجه ..كيف يعمل النظام
تقول دينا قتابي ، خبيرة علوم الكمبيوتر في عيادة جميل التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، إن الاكتشاف المبكر أمر حيوي لإدارة أعراض المرض وتقليل معاناة المرضى.
طوّر فريق من الباحثين بقيادة العالمة السورية دينا القتابي، في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، نظام ذكاء صناعي يمكنه الكشف عن مرض “باركنسون” أو “الشلل الرعاش” في وقت مبكر من الإصابة، ما قد يؤدي دوراً مهماً في تطوير علاجات غير مسبوقة للمرض.
ونقل موقع “the national news“، اليوم الجمعة عن القتابي قولها، إن الكشف المبكر عن المرض أمر حاسم للسيطرة على أعراضه، وتقليل معاناة المريض.
آلية عمل النظام
ويقوم نظام الكشف المبكر، الذي طورته القتابي، على جهاز لاسلكي لمراقبة حالة المرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة، يسمح بمراقبة معدل ضربات القلب وأنماط التنفس وما إلى ذلك، عن طريق إشارات لاسلكية يرسلها الجهاز وترتد عن أجساد المرضى.
و يجمع الجهاز هذه البيانات ويحللها، معتمداً على الذكاء الصناعي، ثم يخرج بنتائج تحدد ما إذا كان المريض مصابا بـ”بارنكسون”، ومدى تقدمه في حال الإصابة.
ولايحتاج الجهاز الذي طورته القتابي إلى جراحة، ويفسح المجال لفحص المريض في بيئة طبيعية غير مجهدة.
ويفحص النظام أنماط التنفس ليلاً لدى المريض، لتشخيص الإصابة بـ”باركنسون” ومدى شدته، في وقت أبكر من أي تقنية سابقة.
درّب فريق القتابي نموذج الذكاء الصناعي الخاص بهم، عن طريق تزويده ببيانات 11 ألف و964 ليلة، وبأكثر من 120 ألف ساعة من مراقبة إشارات التنفس الليلية، جمعوها من 757 مريضا بداء “بارنكسون”.
"المشكلة هي أن ظهور المرض هو من خمس إلى عشر سنوات قبل ظهور هذه الأعراض ، لذا بحلول الوقت الذي تظهر فيه ، يكون الوقت قد فات لفعل أكثر من مجرد إدارة الأعراض."
ينتج مرض باركنسون عن موت الخلايا في المادة السوداء ، وهي منطقة صغيرة من الدماغ المتوسط مسؤولة عن إنتاج الدوبامين ، وهي مادة كيميائية عصبية أساسية لمجموعة واسعة من الوظائف ، بما في ذلك الحركة والقدرة المعرفية.
وتقول الأستاذة قتابي إن بيانات التشخيص في المراحل المبكرة للمرض محدودة للغاية حتى الآن حيث كان الحصول عليها باهظ الثمن وغالبًا ما يكون جائرًا.
في غياب المزيد من البيانات حول مرحلته المبكرة ، لم تتمكن العلاجات من القيام بأكثر من مجرد إزالة أسوأ الأعراض الحركية لبضع ساعات.
و تقول البروفيسور قتابي: "يوجد حقًا دواء واحد فقط لدينا لعلاج شلل الرعاش ، ومع ذلك ، فهو مجرد أعراض ولا يفعل الكثير لوقف المرض الفعلي من التقدم ، كما أن حالة المرضى تزداد سوءًا بمرور الوقت".
دينا القتابي
تنحدر القتابي( 51 عاماً) من مدينة دمشق، وتخرجت من جامعتها في اختصاص هندسة الكهرباء والإلكترون عام 1995.
نالت شهادة الماجستير عام 1998 من معهد ماساتشوستس للتقنية، ثم حصلت على شهادة الدكتوراه عام 2003 منه في مجال علوم الحاسوب.
وتشغل القتابي حالياً منصب أستاذة في قسم الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسب في المعهد، كذلك تتولى منصب مديرة مركز ماساتشوستس للشبكات اللاسلكية والحوسبة المتنقلة، فضلاً عن كونها باحثة رئيسية في مخبر علوم الحاسب والذكاء الصناعي.
مرض “باركنسون”
اكتشفه عام 1817، البريطاني جيمس باركنسون، وتم ربط اليوم العالمي للمرض بتاريخ مولد الطبيب. وينتج المرض عن نقص مادة “الدوبامين” من خلايا الدماغ بنسبة 75% وتصل إلى 80%، نتيجة تلف نوع معين من خلايا الدماغ، ما يؤدي إلى بطء وصول رسائله إلى أطراف الجسم.
ويتسبب “باركنسون” بوفاة 130 ألف شخص سنويًا، من أصل سبعة ملايين مصاب به حول العالم، ويعد 11 من نيسان من كل عام يوماً دولياً لمرضاه.
وأبرز أعراضه، تصلب الأطراف والمفاصل، والرجفة في اليدين والرجلين والرأس، وبطء الحركة، وصعوبة في الكلام والبلع تترافق مع فقدان تدريجي للذاكرة.
ومن بين الأعراض أيضًا بطء بالنشاط اليومي، ودوران متكرر عند الاستيقاظ، ونوبات إغماء، وكآبة واضطراب في النوم.
المصدر:
The National