وزير الاتصالات: التعليم الرقمي لم ينحج حتى في الدول المقتدرة وليس في سورية فقط!!
صرح وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب أن التعليم الرقمي لم يحقق نجاحاً حقيقياً حتى في أكثر الدول إنفاقاً وقدرة على إنجاز البنى الضرورية له وليس في سورية فحسب، لذلك لايزال بحاجة إلى مزيد من الخطوات المدروسة، مقراً بصعوبة تنفيذ عملية التحول الرقمي في ظل الظروف الحالية، غير أنها ليست عملية مستحيلة.
واستعرض الخطيب خلال مداخلته في ورشة عمل “التحول الرقمي في القطاعين التربوي والتعليمي” التي نظمتها الوزارة بالتعاون مع “الإسكوا” في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، عدد من العوائق أهمها واقع البنية التحتية وتمويل المشروعات الأساسية، راصداً التحديات التي تواجه إنجاز المشروعات الـ11 المعتمدة لخطة التحول الرقمي في المرحلة الأولى، والتي تؤدي بدورها لعقبات في نجاح رقمنة القطاع التعليمي، كونها تعطل القدرة والشمولية على النفاذ، وتحديات تمويل بناء المنصات الخاصة بخدمات التحول الرقمية، خصوصاً أن الوزارة لم تتمكن حتى اليوم من إيجاد صيغة للتعاون مع القطاع الخاص في مجال تمويل المشروعات.
وناقشت الورشة الخطط القطاعية في التحول الرقمي وتجاربه في المجال التعليمي على مستوى المنطقة والعالم، واستعرضت واقعه في مؤسسات التربية والتعليم العالي الحكومية والجامعات الخاصة، وتجربته في الجامعة الافتراضية السورية، وواقع التكنولوجيا والتعليم لجهة المحتوى التعليمي، وتأهيل الكوادر والنفاذية الرقمية والاعتمادية، فضلاً عن واقع التمويل وجاهزية البنى التحتية والمنصات الخاصة.
واعتبر الخطيب أن البنية التحتية والأنترنت تشكل جزءاً من التحديات التي تواجه التحول الرقمي غير أن التحديات الكبرى هي إنجاز التطبيقات والمشروعات الأساسية مثل الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة والذكاء الصنعي وغيرها، والتي تعتبر أسس عملية التحول الرقمي، كاشفاً عن أن الوزارة تعمل على إنجاز سياسة الحوسبة السحابية، والتوقيع الرقمي والدفع الإلكتروني فضلاً عن إطلاق 50 خدمة حكومية إلكترونية جديدة للمواطنين، كما تعمل إستراتيجية الذكاء الصنعي رغم الظروف غير الطبيعية التي تمر بها البلاد.
وأشار الخطيب إلى أن الوزارة قدمت الدعم للشركاء في وزارتي التربية والتعليم العالي من خلال تخفيض رسم اشتراك بوابات الأنترنت الـ50 لوزارة التربية ودعم تركيبها في المدارس لتحقيق الربط بينها، وبناء شبكة تشاركية لوزارة التعليم العالي.
وردا على مداخلات حول ارتفاع رسوم خدمات الأنترنت ما يؤثر على قدرة النفاذ وشموليته، لفت الخطيب إلى أنه في ظل واقع الرواتب والأجور الحالية والتضخم الذي تمر به البلاد فإن الأسعار والرسوم تشكل ضغطاً على المواطنين غير أنها أقل من الأسعار العالمية مقارنة بجميع الدول منوهاً إلى أهمية استمرار الخدمات وتمكين الشركات من تقديمها.
وأكد الخطيب أن البنية التحتية جيدة غير أن التحديات كبيرة، مشيراً إلى أن إطلاق نتائج الثانوية العامة أفرز صعوبات في البداية وهبطت (السيرفرات) المخدمات، إلى أن تم استضافتها على مخدمات خاصة بالهيئة الوطنية لخدمات الشبكة، والتي مكنت الراغبين من الحصول على نتيجتهم خلال مدة لا تزيد على 30 ثانية، كما عالجت تلك المخدمات 600 ألف طلب خلال ثانية واحدة.
البعث - رامي سلوم