لا وجود للكوليرا في دمشق حتى الآن.. ومشافيها تؤكد استعدادها وتوفر مستلزمات العلاج
لا يزال هاجس انتشار الأمراض من كورونا ومشتقاتها وغيرها من الأوبئة يثير مخاوف العديد من المواطنين، وكان آخرها الجدل الحاصل وردود الأفعال الكثيرة بعد الحديث عن انتشار مرض «الكوليرا» في الدول المجاورة.
وزارة الصحة كانت قد أصدرت عدداً من التعاميم لمديرياتها فيما يخص ترصد الحالات المرضية ومنع انتقالها إلى سورية، تشمل حالات الكوليرا وجدري القردة والحمى النزفية والتهاب الكبد الحاد والوخيم المجهول المصدر لدى الأطفال.
وتم التأكيد من خلال التعاميم على تعزيز الترصد في المعابر الحدودية والترصد الوبائي حسب التعريف القياسي للحالة وإبلاغ مديريات الصحة عن الحالات المشتبهة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتقال العدوى إلى سورية وملء استمارة التقصي لأي حالة مشتبهة.
وحول واقع المشافي بدمشق فيما يخص الكوليرا، أكد مدير مشفى المواساة الجامعي الدكتور عصام الأمين عدم وجود أي حالات راجعت المشفى ولم تسجل أي إصابة بالكوليرا ولا حتى اشتباه بالإصابة، منوهاً إلى ضرورة التركيز على النظافة فيما يخص المياه والطعام لضمان أنها غير ملوثة.
وقال الأمين: المرض ينتقل إما عن طريق الطعام الملوث أو المياه، وقد يؤدي المرض إلى وفاة بعد الإسهال الشديد جداً والإقياءات، وكذلك العدوى عبر الجهاز الهضمي، مشدداً على ضرورة تنظيف الخضراوات.
وأضاف: المطلوب الإبلاغ عن أي حالة اشتباه بالمرض، وإجراء الفحوصات المناسبة والتشخيص، مع الاستعداد لتأمين كل التجهيزات، مبيناً أن المواساة مجهز بكميات كبيرة من (السيرومات)، كما توجد أنواع متعددة من الأدوية.
وتابع: ليس كل حالة إسهال أو إقياء هي كوليرا، والأمر بحاجة إلى تأكيد، لافتاً إلى أن للإسهال مواصفات معينة فيما يخص (اللون والشكل).
وبين مدير عام مشفى دمشق (المجتهد) الدكتور أحمد عباس أنه لم يسجل المشفى أي حالة بالإصابة بالكوليرا، مضيفاً: مؤخراً تم تسجيل حالات في العراق وفي المناطق الشمالية الشرقية، مع انتشار تصريحات عن انتشاره في حلب، ما تسبب بتولد مخاوف لدى الكثيرين
وأوضح عباس أن البلاد تمر خلال هذه الفترة بازدياد حالات الإسهال، مضيفاً: هذا الإسهال عبارة عن إنتانات معوية وليست (كوليرا) وهي تكثر في فترة الصيف، علماً أن مرض الكوليرا مرض مستقل عن هذه الإنتانات.
وبين مدير عام مشفى دمشق أن الإسهالات تزداد خلال هذه الفترة بنسبة 20 بالمئة، ذاكراً أن المشفى يستقبل يومياً من 5 حالات إلى 10 حالات إسهال وذلك وسطياً، وهي ضمن الحدود الطبيعية في فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، كما أن هذا الأمر يعتبر معدلاً طبيعياً ضمن هذه الفترة من السنة.
وقال عباس: إن تشخيص (الكوليرا) يعتبر سريرياً، وتوجد له مسحات خاصة.
ونصح مدير مشفى المجتهد بضرورة الانتباه لمصادر الغذاء، مؤكداً أن مصادر المياه معروفة، مع الحفاظ على النظافة الشخصية التي تعتبر العامل الأساسي في الوقاية من أي أمراض.
وعن نسب الإصابة بالمرض، بين عباس أن البلاد لم تشهد منذ سنوات خلت أي إصابة بالكوليرا، مضيفاً: ليس كل إسهال هو كوليرا، وسورية لم تسجل خلال الأزمة وقبلها بسنوات أي إصابة.
الوطن - فادي بك الشريف