اللي بيرضا بيعيش.. من اللزانيا بلحمة للمجدرة
بيدين بارزتي العروق، وخاتمُ زواجٍ يكادُ لايُرى، تروي الخالة “أم سامي” كيف بدأت نهاراً سوريّاً عادياً ككل ربة منزل في شهر رمضان المبارك.
أمسكت “ام سامي” جهاز التحكم في قنوات التلفاز، وراحت تنتقل من قناة إلى أخرى، لتقف عند إحدى القنوات السورية، تستمع إلى مقادير وجبة الإفطار باهتمام، ومن ثم طريقة التحضير، وتدونها على ورقة صغيرة.
تقول أم سامي أنها وضعت شالها الموَرَد على رأسها، و 15 آلف ليرة في جزدانها، وخرجت قاصدةً محلاً تجارياً فيه كل ما تريده، لشراء مكونات وجبة إفطار اليوم “لزانيا بلحمة” .
وعلى أمل أن تحضِّر وجبة إفطار، كانت قد تعلمتها أم سامي للتوّ، مشَت بخطى ثابتة، تسأل عن المقادير وتضعها في سلتها المخصصة.
تفتح أم سامي ورقتها الصغيرة، كما تروي، لتبدأ بشراء حاجيات “طبختها”، 750 غرام لحمة هبرة، لزانيا 1 علبة، ليتر واحد من الحليب، زبدة، موزريلا والقليل من البهارات اللازمة.
تقول أم سامي انها ابتسمت حينها وهي تتذكر وجود الطحين وبعض المكونات اللازمة في برادها، لتقول لنفسها”وفّرنا سعر الباقي”.
تقول أم سامي: “اتجهت نحو مكان الدفع، وبعد عملية حسابية بسيطة، تجيبني العاملة التي تجلس وراء جهاز فيه عدة أزرار، بابتسامة.. 45 ألف ليرة خالة”.
الحقيقة “حسيت ارتفع السكر معي”، وتضيف أم سامي: “انصدمت بسعر المكونات.. 45 ألف ليرة، وأنا راتبي وراتب جوزي 100 ألف بالشهر، بوقتها ابتسمت للصبية وقلتلها نسيانة المصاري بغير جزدان.. اعتذرت منها وطلعت”.
وتقول أم سامي:” شو كان بدي بالتلفزيون، واللزانيا واللحمة، عايشين ورضيانين.. ليش ليفتحو عيونا ع شي ماقدرتنا نعملو؟ “
اتجهت السيدة الأنيقة بثوبها الزيتي لمحل خضرة، اشترت كيلو خيار، وكيلو بطاطا، والقليل من”المخلل” وعادت إلى منزلها، أدارت المذياع المركون في زاوية من مطبخها.. وبدأت بتحضير المجدرة، النجومية، والبطاطا المقلية.
وبدأت تدندن مع صباح.. عالبساطة البساطة.. وياعيني عالبساطة.. وقالت: “إذا البساطة بتكلف 10 آلاف ليرة.. اللي بيرضا بيعيش..”
الخبر