ارتفاع الأسعار غيّر تقاليد شراء هدايا عيد الأم
لم تسلم حتى الأمهات من الغلاء بعد أن أدى ارتفاع الأسعار إلى تغيير العادات والتقاليد الشرائية لهدايا عيد الأم وبعد أن كانت أبسط الهدايا تبدأ من قطعة ذهب يحدد سعرها حسب القدرة الشرائية للأبناء ليتحول شراء الذهب إلى حلم يحلم به كل ابن أو ابنة في عيد الأم بعد أن تجاوز سعر أبسط خاتم 600 ألف.
أما الأدوات الكهربائية البسيطة من محضرة طعام إلى ماكينة الكبة أو فرامة اللحوم والبصل وصولاً إلى الغسالة أو براد المياه (الكولر) التي كان بعض الأبناء يتفقون على شرائها بعيد الأم مجتمعين أو متفرقين باتت أسعارها هي الأخرى ضرباً من الخيال، حيث أكد جميع من التقتهم في الأسواق أنهم عجزوا عن شراء ابسط الهدايا حتى قطع الثياب أو العطور جراء الأسعار الفلكية التي شهدتها الأسواق وتدني القدرة الشرائية.
وأشارت إحدى الأمهات إلى أن جمع شمل العائلة من حولها في يوم واحد إنما يعتبر أكبر هدية لها من السماء، في حين رأت أخرى أن الوضع الاقتصادي المأزوم والارتفاع المهول للأسعار أديا إلى تغير نمط الاحتفال بيوم الأم، لافتة أن غداء العائلة سيقتصر على أبسط الأنواع من الطعام بعد أن كانت الموائد تعمر بأطيب الأكلات وخاصة «المنسف» في السويداء.
كما أكد جميع من التقتهم في الأسواق عجزهم عن تحديد طبيعة الهدية التي سيتم تقديمها لأمهاتهم مع جولتهم المكوكية على محال الثياب والأدوات المنزلية بحثاً عن الأرخص من الأسعار ليفاجؤوا بأن جميع ما يملكونه أو يدخرونه لا يكفي لشراء أبسط الهدايا في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار كافة السلع والأغراض.
غرفة تجارة وصناعة السويداء أكدت أن ارتفاع أسعار جميع السلع والمواد كان له المنعكس السلبي على الأهالي وعلى التجار على حد سواء جراء إحجام الشريحة الأكبر من المواطنين عن الشراء مع انخفاض القدرة الشرائية جراء عدم تناسب الدخل مع الارتفاع الجنوني والمطرد لكافة المواد، معتبرة أن هذا ينذر بكارثة حقيقية جراء انهيار الاستقرار المعيشي للمواطن والذي يتطلب إجراءات سريعة لتثبيت سعر الصرف بعد أن تجاوز القسم الأكبر خط الفقر.
دائرة حماية المستهلك في السويداء أكدت أن المحافظة استهلاكية وغير منتجة وما يطالع المواطنين من أسعار لكافة المواد يومياً هو بناء على أسعار الموردين للمحافظة والذين تبقى لهم الكلمة الفصل بالتسعيرة بعد أن تضاف إليها أجور النقل المرتفعة من دمشق إلى السويداء.
الوطن