ابني ليس من رحمي ... سيدة تروي قصة أمومتها
الأمومة هي العلاقة بين الأم وطفلها، وعادة تكون هذه العلاقة نتيجة الحمل والولادة، إلا أنه يوجد حالات كثيرة للأمومة بعيدةً عن الحمل والولادة كالتبني وابن زوجة ثانية وغيرها.
تروي سمر ذات الأربعة وستين عاماً قصتها مع الأمومة منذ زواجها من شريك حياتها فياض عام 1995، مشيرةً إلى أنه كان متزوجاً من امرأة قبلها لكن لظروف خاصة قرر أن يتزوج من ثانية.
تقول سمر: “أنجبت طفلة عام 1996، وحاولت بعدها الإنجاب عدة مرات ولكن كان الأمر ينتهي بكلام الطبيبة التي كانت تشرف على حملي “راح الجنين” مرة واثنتان وستة والأمر ذاته”.
وتتابع سمر حديثها “الزوجة الأولى لزوجي كان لديها سرطان في الرأس وفي تلك الأوقات كان لا يتوفر العلاج اللازم والأحوال المادية كانت صعبة علينا”.
وأردفت سمر “عام 2000 توفيت الزوجة الأولى وتركت خلفها ابناً يبلغ من العمر خمس سنوات، واقتضى الأمر أن يأتي إلى أن يعيش معنا أي أن أكون خالة زوجة أب”.
وقالت سمر: “وكأن القدر كان يقف في وجه الحمل الذي كان يحدث عدة مرات ليعوضني الله بابنٍ ليس من رحمي ولكنه كان العين التي رأيت فيها الحياة بعد كل الإجهاضات التي حدثت لي”.
وتابعت سمر: أصبح حيدرة يبلغ من العمر 25 عاماً، الابن من الزوجة المتوفية، لم أبخل عليه بأي لحظة حنان وعطف عوضته عن كل شيء وكأنه ابن بطني”.
وتقول السيدة الستينية ليست الأمومة أن يكون الابن ابن المرأة ذاتها فشعور الأمومة يبدأ من أول نظرة للطفل، الأمومة هي العلاقة بين المرأة وابنها وتربيته وتعليمه ورؤيته يكبر أمام عينيها.
لا أحد من خارج العائلة يعلم أن هذا الشاب ليس ولدي فعلاقة الحب والأمومة التي بيننا هي أكبر من أن يكون ابني الحقيقي.
وعن علاقة الشاب بأخته تقول سمر: ” متل أي أخت وأخيها، لا يوجد أي فرق بينهم فمنذ البداية كانت طريقة التربية واضحة لا تفريق بينهم وإن اختلف اسم الأم على الهوية”.
“هو سندي في هذه الحياة والقلب الذي ألجأ إليه في لحظات ضعفي، مسكني وسكينتي، بكل اختصار هو أبٌ وأخٌ، هو أخي من لحمي ودمي” هكذا اختصرت هلا ذات الأربع وعشرين عاماً علاقتها بأخيها خلال لقاء تلفزيون الخبر معها.
أما فياض الأب صاحب الستة وستين عاماً فيروي لتلفزيون الخبر كيف أحضر حيدرة إلى المنزل حيث قال “عندما توفيت أم حيدرة لم يكن أمامي أي خيار سوى أن أحضر حيدرة إلى المنزل ليعيش وسط عائلته وفي حضن أبيه، في البداية كنت خائفاً من ردة فعل سمر وكيف ستتقبل فكرة تربية ابن زوجتي المتوفية، وهي عانت من عدة اجهاضات ولم تتمكن من الإنجاب سوى مرة واحدة”.
ويتابع فياض: “عندما دخل حيدرة إلى المنزل حينها كان يبلغ من العمر خمس سنوات كان خائفاً حزيناً لفقدان أمه ولطالما كان يبكي مطالباً بها، هنا سمر كان دورها وموقفها قوياً جداً في استقبال الطفل واحتضانه وتعويضه عن الأشياء التي افتقدها من حب وحنان وعطف وكل ما تقدمه الأم لابنها”.
التقينا الشاب حيدرة الذي اختصر حديثه ببضع كلمات “هي أمي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، هي التي ربتني وسهرت عليّ لأصبح ما أنا عليه الآن، ليست الأم هي فقط من تلد بل من تربي أيضاً”.
الخبر