الغلاء يسرق من ~الأمهات هداياهن في عيدهن …
«ماذا بقي من بهجة عيد الأم؟».. تساؤل عبّر عنه العديد من المواطنين ذوي الدخل المحدود في اللاذقية، مشيرين إلى أن «الصحة الجيدة للأمهات» هي فقط من تجعل هذا اليوم مبهجاً، في حين أن الرحمة هي فقط من تواسي فاقدي أمهاتهم بهذه المناسبة.
وتقول نوار لـ«الوطن»: «لم نتخيل أن نعجز عن إيجاد هدية بسعر مناسب تستفيد منها والدتنا في هذه الظروف»، مضيفة إن أسعار الأدوات المنزلية كالفناجين -التي تحبها أمها- باتت تحتاج لمرتّب ونصف لشرائها مع وصول سعر النوعية المتوسطة منها إلى 50 ألف ليرة للدزينة.
من جانبه يقول غانم إنه اعتاد هو وإخوته شراء قطعة قماشية كل عام لوالدته بهذا اليوم إلا أنهم هذا العام غيروا تقليد هذه الهدية لعدم تمكنهم من تجميع ما يلزم لشرائها وحتى احتساب أجرة حياكتها عند الخياط، وقال إن إجمالي تكلفة هذه الهدية يصل حتى 100 ألف ليرة وهم غير قادرين على تأمينها اليوم، ليكتفوا ببضع قبلات على يد ورأس والدتهم، حسبما ذكر.
ولا يختلف الحال عند أميرة، التي أكدت أنها صارَحت والدتها بأنها عاجزة عن شراء هدية تليق بوالدتها وحماتها، وهي التي كانت تنتقي شالاً وجزداناً منهما كل عام، قائلة إن ارتفاع الأسعار حرمها هذا العام من شراء الهدية السنوية، مكتفية بالدعاء لهما أن تبقيا بصحة جيدة.
حسام رأى أن أفضل هدية يقدمها لوالدته هذا العام هي «الأدوية»، مبيناً أنه جمع هو وإخوته ما يعادل 25 ألف ليرة اشتروا بها لوالدتهم حاجتها من دواء الضغط والسكر ومرض القلب وبعض المسكنات، متحسراً على زمن كان يقدم لها خاتماً أو سواراً من ذهب لتتحول اليوم إلى هدية رمزية بمسمى «حاجة الأم» لا عيدها!
من جانبها، قالت أم رامي إن الاحتفال بهذا اليوم ليس بالهدية بل بجمعة أبنائها وأحفادها في منزلها، معبرة عن أن الغربة سرقت فرحتها هذا العام بسفر اثنين من أبنائها مضطرين للعمل خارج البلاد، قائلة إن جميع المناسبات لم تعد كما كانت ولم يعد للفرح مطرح في هذه الظروف التي نعيشها.
على العكس، ترى أم وسام أن الأعياد القادمة ستكون أجمل وتحمل الفرح قريباً، وتقول: لم يمضِ علينا أسوأ من هذه الفترات وقد جمعت ما يلزم لصنع قالب حلوى ودعوة ابني وزوجته لنحتفل معاً بأمومتها الأولى هذا العام باعتباري أصبحت جدة وهذه أجمل هدية من ابني.
أصحاب عدد من المحال التجارية أكدوا لـ«الوطن»، تراجع نسبة المبيعات لهدايا عيد الأم هذا العام بشكل كبير خاصة في الأسواق الشعبية، مرجعين السبب إلى ارتفاع الأسعار لحد فقدت فيه الطبقة المتوسطة قدرتها الشرائية لهدايا عدة كالأدوات الكهربائية والمنزلية والألبسة وغيرها.
من جهته، أكد رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الذهب والمجوهرات في اللاذقية مروان شريقي ، عدم وجود إقبال شراء للذهب بمناسبة عيد الأم على الإطلاق.
وقال شريقي: الناس ليس معها ما يكفي لتأكله كيف ستشتري الذهب الذي وصل سعر الغرام منه إلى 230 ألف ليرة؟ لا مبيعات نهائياً ولا بأي شكل من الأشكال، نقضي يومنا بلعب طاولة زهر أمام محالنا لا أكثر.
ولدى سؤالنا عن أصحاب الطبقة الغنية وشراء الذهب، ذكر رئيس جمعية الصاغة أن أبناء الطبقة الثرية لم يكونوا يوماً من زبائن سوق الذهب بل إنهم يفضلون شراء الذهب من خارج البلد، قائلاً: لا يعجبهم مصاغنا وهم بالأساس يشترون من الخارج لا من سوقنا المحلي.
الوطن