في طريقنا لهزيمة كورونا.. السوريون اكتسبوا حماية بإصابة 30 بالمئة منهم والموجة الثانية «خفيفة» ..!
كشف مدير الهيئة العامة لمستشفى ابن خلدون للأمراض النفسية والعقلية اختصاصي الأمراض العصبية الدكتور محمد بسام حايك عن توقعاته بأن 30 بالمئة من السوريين أصيبوا بجائحة كورونا، ما أكسبهم الحماية من الفيروس المستجد، ورأى بأن الهجمة الثانية السارية راهناً من المرض «خفيفة» بعد أن تحولت موجاته إلى موسمية «جيبية» التواتر. ولفت إلى أن العدوى الحالية بنت الـ 10 أيام، التي يشك أنها «كورونا»، إنما هي مجرد إصابة بالرشح أو الكريب».
وبين حايك أن قرار الفريق الحكومي، المعني بوضع إجراءات وسياسة احترازية لمواجهة جائحة كورونا، بافتتاح المدارس خطوة صحيحة وصائبة «حيث لم تشتد الإصابات وتتوزع أفقياً بين طلاب المدارس، إنما في صفوف المدرسين أنفسهم الذين زاد خروجهم من البيت واحتكوا أكثر مع غيرهم، وهذا ضمن المعدل الطبيعي العالمي السائد، إذ لم يؤثر افتتاح المدارس في زيادة نسبة انتشار الجائحة بل كان إيجابياً وجاء في توقيته، أما الالتزام بالإجراءات الوقائية فلم يكن فعالاً لأن الأشخاص أصيبوا بنسبة إصابة خفيفة».
وعن خريطة توزع وسير هجمات وموجات الجائحة في البلاد، قال حايك: «لن يكون لدينا ذروة عالية وأخرى منخفضة، إذ نالت الهجمة الأولى بشكل باكر وأساسي من محافظتي دمشق وحلب في شهري تموز وآب الماضيين وبشكل متأخر تركزت الهجمة في المحافظات الوسطى والساحلية في شهري آب وأيلول الفائتين ثم في المناطق التي تقع تحت سيطرة الإرهابيين في إدلب وريف حلب الشمالي ومناطق الجزيرة السورية في تشرين الأول المنصرم».
وقدر نسبة إصابة سكان سورية الشتاء الماضي بأكثر من 30 بالمئة «ما يفسر بأن تأثير الموجة الثانية كان أخف من الأولى، وبالتالي، جرى تدبيرها والتعامل معها بشكل أسهل لأن عدد الإصابات أقل، ولذلك لم تصل إلى مستوى الهجمة، لأنه لم يكن هناك هجمات عالية وكبيرة بل أصبحت موسمية أكثر وبأشهر محددة، وفق تابع دوري جيبي يرتفع وينخفض بحسب الإجراءات الاحتياطية والتجمعات واختلاط الأشخاص ببعضهم بعضاً في المواسم التي ترفع ذروة المرض، كما يمكن أن يحدث بعد أسبوعين من اليوم حيث فترة حضانة المرض»، وشدد على أن الهجمة الثالثة التي يروج لها راهناً «لن تحدث بمعنى الهجمة بل سيحصل ارتفاع بأعداد المصابين بشكل متناسب بحسب توارد الأشخاص».
وحول كورونا والاختلاطات العصبية، أوضح اختصاصي الأمراض العصبية أن أهم الاختلاطات المشاهدة «هي شلل عصب الوجه والتهاب السحايا والتهاب دماغ وعرض غيلان باريه، يعقبها اعتلالات أعصاب بشكل مباشر»، ووصف الوقاية من الجائحة بـ«الجيدة وضمن المقبول»، «بعدما اعتمدت على وعي الناس في تخفيف التجمعات واللقاءات، لكن أماكن العمل ظلت مفتوحة، وعليه لم تحدث مشاكل اقتصادية كبيرة ناتجة عن المرض، بل مردها الحصار الاقتصادي الخارجي الجائر والظالم المفروض على سورية والشعب السوري».
وعزا الخوف والذعر الذي تسببت به الجائحة «لكونها جديدة، ونحن كدولة، وإلى اليوم، نطبق أقل الإجراءات في المنطقة وأقل دولة بعدد الإصابات، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الإحصاءات التي تنشرها وزارة الصحة هي الإصابات المثبتة، وهو أقل من إحصاءات دول الجوار سواء دول الخليج العربي أم دول الشرق الأوسط كلبنان والأردن والعراق وحتى تركيا».
وأضاف: « بما أن الفيروس المستجد جديد الظهور وغير معروف توجه سلوكه، فهو يتطور سلباً أم إيجاباً، وأتصور شخصياً بأن التطور سيكون سلبياً، وسيفكك الفيروس نفسه شيئاً فشيئاً وسينتهي، بمعنى أنه لن ينتشر ويتطور ويتحور بشكل كبير، ونحن في سورية في طريقنا لهزيمة كورونا بعد توافر اللقاح، إذ إن إصابة 30 بالمئة وفر الحماية للأفراد والمجتمع إنما تحوّل الفيروس إلى مستوطن، كما في أي منطقة أخرى، لكن ستظل اختلاطاته موجودة وإصاباته القلبية والعصبية ستكون مزعجة وسيفقدنا المرض محبين بالتأكيد لكونه لا يزال موجوداً لكن ليس بشكل وباء كبير بل على شكل هجمات بسيطة ترتفع في شهري شباط آذار من كل عام مع تغير الطقس ثم تنخفض لترتفع في تموز واب، وأهم ملاحظة لفتت انتباهنا في الممارسات الطبية أن فيروس الرشح أو (الكريب) بشكله الحاد المعروف المألوف، لم نشاهده هذا العام، فهناك نسبة وفيات كبيرة لمسني مرضى العصبية باحتشاءات دماغية لم نشاهدها مثل كل سنة، ويمكن القول: إن هناك موجة رشح جديدة في سورية منذ 10 أيام، وهناك عدد إصابات بها وليس بالكورونا، حيث لا بد من إثبات تشخيص كوفيد 19 بصورة صدر طبقي محوري إيجابية أو مسحة بي سي آر إيجابية».
وجدد حايك تأكيده أن سراية الفيروس ليست شديدة «وما يجري ترويجه بأن كل شخص يصيب شخصين ونصف في اليوم غير صحيح، فمن غير المعقول دخول 30 ألف متفرج إلى مباراة، ومنهم مرضى كورونا، ولا يصاب الجميع، فالفيروس متوسط الشدة ومع ذلك لا يمكن التوقع بعقابيله مستقبلاً، وأتوقع بأن الفيروس صنعي وليس من الخفاش بسبب سلوكه الغريب الذي يمنع الإجابة عن بعض التساؤلات بشكل علمي ومنهجي مثل سبب عدم إصابة الأطفال، وهي ليست من سلوك الفيروسات المعتادة، وإذا لم يكن الفيروس صنعياً فهو غيّر من سلوكه وفق DNA خاصيته».
الوطن