زراعة التبغ بريف اللاذقية.. طقوس أسرية ترافق الزراعة والحصاد
يشتهر ريف اللاذقية بزراعة التبغ وهي من الزراعات الرئيسية من حيث المردود الاقتصادي وتوفير فرص العمل كما أنها مصدر دخل للكثير من الأسر الريفية.
“ما بين موسم زراعة التبغ وقطف المحصول وتجفيفه وبيعه رحلة طويلة وشاقة يتشارك تفاصيلها جميع أفراد العائلة من الكبار والصغار بهمة ونشاط” بهذه الكلمات بدأ خليل سلطان72 عاماً من قرية رسيون في منطقة الحفة حديثه إلى مراسلة سانا لافتاً إلى أنه وعلى الرغم من كبر سنه عاد إلى زراعة التبغ بعد انقطاع دام أكثر من 10 أعوام لأنها تدر ربحاً وفيراً وتعتبر مورداً أساسياً يدعم الأسرة لتحمل تكاليف الحياة المعيشية وتلبية احتياجات الأبناء والأحفاد.
وأضاف سلطان أن زراعة التبغ عملية جماعية تتكامل فيها الأدوار بدءاً من زراعة المساكب في بداية كانون الثاني والعناية بالشتول وسقايتها وحمايتها من العوامل الجوية والأمراض ثم نقلها إلى الأرض المخصصة لزراعتها في آذار بعد تسويتها وتجهيزها وحراثتها عدة مرات وآخرها تلك التي تسبق مرحلة الشتل يتم خلال هذه الحراثة تسميد الأرض.
ينطلق الجميع منذ الصباح الباكر إلى الحقل وبحوزتهم شتول التبغ حيث يتولى الأطفال رمي الشتول لمن يغرسها وتحرص النساء على سقايتها بعد وضع التراب عليها.
وحسب سلطان يبدأ قطاف أوراق التبغ الناضجة التي تميل إلى الاصفرار بعد مرور 25 يوماً وتتم العملية عبر أربع مراحل الأولى تعرف بالتكعيبة ويتم إزالة الأوراق السفلية الصفراء لتقوية الشتول وتعزيز عملية النمو وتحسين نوعية الورقة والثانية الأمية وهي قص الأوراق التي في منتصف النبتة والمرحلة الثالثة الحسة فهي قطاف الأوراق الأصغر حجما تحت الرقبة أما المرحلة الرابعة والأخيرة فهي الرقبة وهي قطاف الأوراق الصغيرة في رأس الشتلة.
وعن التخييط أو ما يسمى الشك أوضحت هاجر محمود أن لهذه المرحلة طقوسها حيث تجتمع نساء العائلة وأطفالها ويتساعد الجميع لإنجاز هذا العمل المجهد وسط أجواء من المرح والتسلية والغناء وتبادل الأحاديث حول ذكريات الأجداد والعادات والتقاليد الاجتماعية بينما تنشغل الأم سيدة المنزل بتحضير طعام الغداء أو الشاي والقهوة فيمضي الوقت دون أن يشعر أحد بثقله مبينة أن عملية الشك تتم بواسطة إبرة معدنية مسلة وخيط من القنب يبلغ طوله نحو متر واحد مع ترتيب الأوراق الصغيرة مع بعضها وتوزيع الأوراق الكبيرة على خيوط منفصلة وتستمر هذه العملية التي ترافق القطاف نحو ثلاثة أشهر.
ثم تبدأ مرحلة التصفير من خلال تعليق الأوراق المشكوكة فوق الأشجار أو على قضبان خشبية في أماكن مظللة حتى يتحول لون الأوراق من الأخضر إلى الأصفر تليها مرحلة التجفيف حيث تعلق الأوراق على مناشر خشبية في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس ليصبح لونها بنيا فاتحا. ثم يتم رزم الأوراق ببالات مصنوعة من الخيش ضمن قوالب خشبية وخاصة لحين نقلها إلى مراكز استلام التبغ.
سانا