مشفى السويداء ..العمل على قدم وساق وفوضى الأبواب والسلاح مؤرقة نقص حاد في الأطباء الأخصائيين وأجهزة بحاجة لصيانة وأموال
صاحبة_الجلالة – ضياء الصحناوي
(أهلية بمحلية) .. هكذا يتعامل أهالي المحافظة عندما يزورون أو يدخلون مشفى السويداء العام، وكأنهم يدخلون أي مضافة في الجبل، فلا وقت للزيارة، ولا ممنوعات أو محظورات، حتى لو كان سلاحاً قد يسبب بكارثة كما حصل في حالات عدة، وهذا يقع على الجهات المختصة التي لم تجد الحل لأكبر مشفى في السويداء.
الحديث عن المشفى قد لا يعجب عدداً كبيراً من رواد التواصل الاجتماعي الذين يرغبون دائماً بالندب، لكن الذي يحصل من جهة المراجعين يدعو للدهشة، خاصة عندما نعلم سلوكهم في مشافي دمشق، والتزامهم بالتعليمات، ومواعيد الزيارة، وعدم التدخين في المشفى، والمحافظة على الأملاك العامة، وعدم حمل السلاح، أو بالأحرى عدم الجرأة على حمل السلاح، واحترام الكوادر الطبية؟.
الدكتور خلدون أبو حمدان مدير المشفى تحدث لصاحبة الجلالة عن نقص الكوادر الطبية في عدد من الأقسام، وأسبابها حيث قال: إن نقص الجراحات سببه هجرة العقول من مختلف الاختصاصات، وقد لمس ذلك الناس بشكل أساسي وفعلي على الأرض. لدينا نقص في جراحة الأوعية فلا وجود لأي طبيب، أما الجراحة الصدرية فهناك طبيب واحد، وجراحة الاطفال أيضاً طبيب واحد، والجراحة العصبية طبيبان بدوام جزئي، وأطباء أشعة طبيبان فقط، أما أطباء التخدير فهم سبعة أطباء، وهؤلاء ممنوعون من السفر.
وأوضح عن الأجهزة المعطلة أن جهاز الرنين المغناطيسي فالإدارة بصدد تأمين قطعة تتعلق بأحد أقسامه ليعود إلى العمل بطاقته الكاملة. وهناك بعض الأجهزة بحاجة لصيانة مثل البانوراما الذي لم يعمل وعطله كبير، وبعض أجهزة الأشعة بحاجة لقطع جديدة، وهناك أجهزة بحاجة لصيانة جزئية حتى تعمل، والمشكلة بعدم توفر قطع الغيار وغلائها الشديد في حال وجدت، وكذلك عدم استجابة الوكيل للإصلاح.
وعن العمل الجديد الذي شهده المشفى خلال الشهرين الماضيين قال: عملنا على نظام جديد النظافة، وحصدنا نتائج ملموسة، والقضايا التي يتم تداولها سببها عائد بالدرجة الأولى لسوء تعامل المرضى والمراجعين، ومهما فعل العمال في هذا المجال لا يكفي كون المراجعين والمرضى والمرافقين لا يهتمون كثيراً بهذا الجانب، ويضعون الحق على عمال النظافة، فالمشفى هو قطاع عام أنشأ من أجل خدمة الناس، وهذا حقهم الطبيعي، ونحن نقوم بواجبنا على أكمل وجه، وبكل استطاعتنا رغم كل الظروف، ولكن نحتاج لثقافة التعاون وقيام كل فرد بدوره من مراجعين وعمال.
المشفى الذي بني في عهد الوحدة بحاجة لصيانة في كثير من مفاصله، مثل المصاعد، ومراجل التدفئة، وهي تحتاج إلى كتل نقدية كبيرة، لا طاقة لمديرية الصحة عليها في الوقت الحالي. ووجدت الإدارة الحل في الصيانة السنوية كما قال أبو حمدان، فكل سنة هناك قسم أو قسمين يتم العمل على إصلاحه بشكل كامل؛ وحسب الميزانية المتوافرة.
وأضاف: «أن لدى المشفى مشكلة كبيرة في الصرف الصحي والحمامات التي تحتاج إلى حلول في حال كان بالإمكان، لأن بنية المشفى قديم جداً، ولكنني أطرح فكرة الصيانة الكاملة بدل التقسيط والترقيع، فالبنية التحتية قديمة جداً، ونبحث عن حل جذري».
وأكد أن هناك مشكلة كبيرة يعانون منها منذ سنوات طويلة، وهي الكهرباء، فعطل صغير فوق عطل آخر سبب أعطالاً لا حل لها سوى العمل من الصفر، وهو ما يحتاج لكتلة كبيرة من المال بحسب دراسة المهندسين المتخصصين.
منوهاً بذات الوقت إلى وجود نفس جميل جداً في مفاصل مديرية الصحة يجب التنويه له، فالجميع يعمل على رفع سوية الخدمة رغم كل الظروف، وهم يحتاجون إلى خطة متكاملة، وتم العمل على البدء بذلك.
وعن الفوضى داخل أروقة المشفى، ومشاكل السلاح، والزيارات والأبواب المفتوحة، قال أبو حمدان: إن الحل يجب أن يكون شاملاً، ويجب على الجهات الأمنية التعاون معنا في ذلك، فالأبواب يجب أن تحرس، ومنع المسلحين من الدخول مهما كانت الظروف، وعلى الناس أن تتعاون مع إدارة المشفى، فهو وجد للخدمة وليس لشيء آخر.
وعن الأدوية والنقص الحاصل فيها أضاف: أن الأدوية التي وفرتها الوزارة بعقد الاستجرار الموحد موجودة لدينا، ولدينا حالياً صنف واحد غير مسجل في المناقصة هو الصادات، غير متوفر لدينا، ولا نستطيع شراؤه منفردين لأنه خاضع للاستجرار الموحد، والموجود بكل القطر موجود لدينا.
وأكد أن أدوية الكلب والسرطان والملاريا لا تشتريها المديرية، وتأتي كحصص وبرامج وزارية متنوعة. فمثلاً مصل الكلب مقطوع كما هو في باقي مشافي القطر العامة، بسبب الحصار وتوقف المعمل الوحيد المنتج لهذا الدواء.