في السويداء ليتر المازوت بليرة وربطة الخبز مجاناً ودعوات لعصابات الخطف لتحرير المخطوفين مقابل ليرة واحدة كحسن نية
صاحبة الجلالة – ضياء الصحناوي
يتابع الجبليون خوض تجربة الليرة السورية التي فقدت من التداول منذ سنوات طويلة؛ غير عابئين بكل الانتقادات والأحاديث الاقتصادية التي أكدت أنها لا تصنع أي فارق غير حالة من التكافل والتسلية.
وانتشرت الدعايات عن منتجات غالية الثمن تباع بليرة واحدة ضمن حملة ليرتنا عزتنا، لكن الواقع كان غير ذلك تماماً، فالمنتجات التي عرضت للبيع أسعارها عادية، وبمتناول الجميع بشكل عام، غير أنها خلقت جواً من الفرح في الأسواق، وتحولت إلى فعالية للتكافل الاجتماعي بين الناس.
تاجر ومحتكر لمادة المازوت كان نجم اليوم الأول في السويداء عندما عرض بضاعته بليرة سورية واحدة لفترة محدودة، وسط حضور مكثف أمام البنك المركزي في شارع قنوات للحصول على عدد من الليرات والمساهمة بالحملة، فيما كان على الجانب الآخر عدد كبير من المواطنين يفرقون الخبز واللبنة في الشارع الرئيسية لمدينتي شهبا والسويداء، مؤكدين على صيغة الأخوة والدم الواحد.
وعلى الرغم من بعض العروض الخلبية التي تداولها متابعي السوشيل ميديا على مدى الأيام الماضية من عروض صالات الأفراح، وفساتين العروس المجانية طوال فترة الشتاء، إلا أن ذلك يدخل من باب الدعاية الإعلان كون الراغبين بالزواج إن وجدوا يقررون أفراحهم في الربيع والصيف، وحتى الخريف، وفي الأساس هناك إحجام عن الزواج خلال السنوات الماضية واقتصرت الحفلات على المغتربين.
وبرز من أصحاب العروض الدهانين ومعلمي الورش الذين بادروا إلى عرض عضلاتهم بليرة ضمن حالة جميلة خلقت أجواء فرح غابت لفترة طويلة عن الشارع الجبلي.
وساهم بالحملة المطاعم والمقاهي وتجار وحلاقين، وتجار الموبايلات، ومربي الفروج، وأصحاب محلات المدافئ، لكن المفاجأة التي ليس لها مبرر حتى اللحظة في عدم تقديم تجار المواد الغذائية الكبار لأي مبادرة، وعدم قيامهم بإنزال أسعارهم رغم انخفاض الدولار، وهو ما جعل الكثير من الناس تتساءل عن الخطوة الحكومية القادمة، وما تأثير هذه الحملة على الوضع الاقتصادي واستقرار الليرة.
غير أن أهم المنشورات التي رافقت الحملة تلك التي دعت عصابات الخطف إلى تحرير المخطوفين لديهم مقابل ليرة واحدة كحسن نية، وإظهار إنسانيتهم التي فقدت.
وكرد فعل على عروض أحد محلات الألبسة الكبرى الذي سعّر ألبسته بالليرة لفترة محدودة طالباً خمسين ليرة ثمن بدلة رسمية، اجتمع عدد من الشبان، وقرروا شراء منتجاته رغم أنهم اعتبروا شروطه تعجيزية.
فيما تركز الحديث على عدم استفادة الفقراء من العروض لأنهم أغنياء جداً ولا يمكن أن يقتربوا من هكذا مبادرات حفاظاً على كرامتهم.