بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

إلى بعض المسؤولين: الاعتراف بالمشكلة... فضيلة ومسؤولية!

الاثنين 31-12-2018 - نشر 6 سنة - 5501 قراءة

 
ليس إثماً أن تعود ظاهرة التقنين الكهربائي...
 
وليست كارثة أن تحدث أزمة في توفير أسطوانات الغاز المنزلي...
 
ولن تعلق "المشانق" إذا طافت مجدداً شوارع العاصمة بالمياه جراء الأمطار الغزيرة...
 
كل ذلك، وغيرها من مشاكل الفقر والبطالة وتراجع مستوى الخدمات الصحية والتعليمية...الخ، أمر متوقع بعد ثماني سنوات من حرب كارثية...
 
ويمكن القول إن كل الدول التي مرت بحروب وأزمات أقل حدة مما حدث في سورية، شهدت مشاكل أعمق، وأكثر خطورة مما نواجهه حاليا...
 
لكن الإثم والكارثة يكمنان في عدم الاعتراف بوجود مثل هذه المشاكل، أو محاولة التغطية عليها، أو التقليل من خطورتها وتأثيراتها، أو الفشل في معالجتها..
 
اليوم... هناك من يرتكب فعلاً هذا الإثم بإصراره على "نكران" مشهد طوابير المواطنين أمام موزعي الغاز، ورفضه تسمية الانقطاعات الكهربائية المستمرة بـ "التقنين الكهربائي"، ومعارضته وصف بالفساد بالظاهرة، والقول إن بلادنا لا تحوي فقراء...!!.
 
وكل مسؤول يفعل ذلك، فهو لا يستحق أن يكون في منصبه لثانية واحدة، لأنه بات بأفعاله وتصرفاته يشكل خطراً على علاقة المواطن بالحكومة ومؤسساتها...
 
فالذي لا يعترف بالمشكلة وأسبابها... لن يكون مخلصاً في معالجتها وحلها.
 
والسؤال... لماذا يعاند أو يجهد بعض المسؤولين لتمويه الحقيقة أو إخفاء الواقع؟.
 
لهذا السؤال إجابة من اثنتين، ولكل منهما نصيب من الصحة تبعاً لظروف كل حالة:
 
الإجابة الأولى تتمثل في خوف المسؤولين على كراسيهم، إذ يعتقد هؤلاء أن التركيز على مثل هذه المشاكل يعني عملياً حصولهم على تقييم سلبي من قبل الرئيس الأعلى، لذلك تنصب الجهود كلها على محاصرة الإعلام المحلي، ومنعه قدر المستطاع من تسليط الضوء على ما يحدث...
 
الإجابة الثانية تتعلق بهواجس بعض المسؤولين من مبالغة الإعلام المحلي في تصوير ما يحدث، وتحويله إلى منصة لاستهداف هذا المسؤول أو تلك الجهة، لاسيما مع دخول شبكات التواصل الاجتماعي على خط صناعة الرأي العام والتأثير فيه...
 
وما يثير السخرية أكثر في هذا الملف، أن أسباب العديد من المشاكل والأزمات، التي تواجه القطاعات الاقتصادية والخدمية خلال الحرب، خارجة عن إرادة المسؤولين ومؤسساتهم...!!.
 
وعوضاً عن مصارحة المواطن بتلك الأسباب، وتالياً كسب ثقته ودعمه للحلول المقترحة، يفضل بعض المسؤولين إتباع أسلوب التعتيم والتمويه دون مبررات موضوعية ومنطقية...
 
مثلاً... في ملف التقنين الكهربائي، كان يمكن ضخ كمية هائلة من المعلومات والبيانات الإحصائية التي تبرر حتمية هذا الخيار في الوقت الراهن، وتشرح العوامل المؤثرة في استمراريته أو تراجعه...وهذا بالطبع لم يحدث.
 
كذلك الأمر في أزمة الغاز المنزلي.... وفي أزمات أخرى قادمة.
 
كل هذا يحدث، والبلاد لم تفتح بعد الملفات الاقتصادية والاجتماعية الاستراتيجية المؤثرة على مستقبلها وتماسكها الداخلي، والتي تحتاج إلى مكاشفة حقيقية وصادقة، لا مجال فيها للاجتهاد والآراء الشخصية، ولا يمكن أن تكون إجراءات مواجهتها سطحية أو إعلامية...!.
 
هامش1 : في الكلمة التي وجهها للحكومة الحالية عند أدائها القسم في العام 2016، قال السيد رئيس الجمهورية ما يلي: "إن الآمال الكبيرة التي يعلقها المواطن على الحكومة الجديدة والظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا تحمل الفريق الحكومي الجديد مسؤوليات مضاعفة تتطلب جهوداً استثنائية، وفي الوقت ذاته تتطلب التعامل مع المواطن بشفافية ووضعه في صورة هذه الجهود ونتائجها، حتى لو لم تكن بنفس مستوى آماله"
 
هامش2 : لم يتردد رئيس الحكومة في تكرار حقيقة أنّ الحرب الاقتصادية قد بدأت وعلينا أن نكون متنبهين ومتيقظين لطريقة المشاكل التي نواجهها .
 
هامش 3 : قد يكون وفي أحيان كثيرة مقارعة مظاهر معينة بالاصرار على أن الدولة تقوم بدورها - الغاز انموذجا - كسبيل لكشف الفساد ؟
 
 
 
زياد غصن


أخبار ذات صلة

وزير السياحة : قانون جديد لاتحاد غرف السياحة تحت قبة «الشعب» قريباً ..

وزير السياحة : قانون جديد لاتحاد غرف السياحة تحت قبة «الشعب» قريباً ..

التشريعات الصادرة تطور من آليات العمل السياحي

وداعاً للصاقات.. (QR) لحماية الشهادات الجامعية اعتباراً من اليوم …

وداعاً للصاقات.. (QR) لحماية الشهادات الجامعية اعتباراً من اليوم …

رئيس جامعة : 35 ألف طالب يتخرج سنوياً … الآلية الجديدة بمستوى أمان أعلى وتوفر سنوياً نصف مليار ليرة

الاتحاد شدد على إلغاء عقوبة السجن المنصوص عليها …

الاتحاد شدد على إلغاء عقوبة السجن المنصوص عليها …

المصري : ترشيح صناعيين لإعداد مسودة خاصة بالقانون 8