فندق «بارون» .. وريثة حق الانتفاع تفكر في بيعه ومالكه وزارة السياحة صامتة
كشف الباحث في التراث الحلبي أيمن سيد وهبه عن مصير مجهول ينتظر ذاكرة حلب السياحية المتمثلة بفندق بارون الذي ذاع صيته في كل أصقاع العالم ونزل فيه كبار شخصيات العالم السياسية والعلمية والتاريخية، والذي بسبب الأزمة أغلقت أبوابه في عام 2012 ليعود ويستقبل النازحين بعد ذلك. واليوم لم يعد من ورثة مؤسسي الفندق سوى السيدة روبينا مظلوميان زوجة الحفيد المؤسس، والتي تفكر في بيعه، ولكن السؤال هل تستطيع روبينا بيع الفندق، وهي وريثة لحق الانتفاع من الفندق، وتدفع آجارا له إلى وزارة السياحة، فالفندق في مآزق فمنذ أكثر من أربعين عاماً اقترض آل الـمظلوميان من البنك التجاري السوري بضمانة الفندق، ولم يستطيعوا إيفاء الدين، فانتقلت ملكيته إلى البنك، ومن ثم قامت وزارة السياحة بشرائه من البنك وتركت حق الإدارة والانتفاع لآل مظلوميان. وقال وهبه: في حديث خاص لـ«الوطن»: يعتبر فندق بارون بحلب أحد أبرز معالم المدينة الأثرية الذي ما زال قائما حتى الآن، وتأتي أهميته من كونه أول فندق بني خارج أسوار المدينة بعد أن كان قاصدو حلب يقيمون في الخانات المقامة في أسواق حلب القديمة، وقام ببناء الفندق الأخوان مظلوميان أرمين وأونيك، فاشتريا أرضاً تطل على نهر قويق وناعورته الشهيرة عام 1907، وتم بناء الطابق الأرضي عام 1909 ثم الطابق الأول عام 1911 أما الطابق الثاني فلم يكتمل بناؤه إلا في ثلاثينيات القرن الماضي. مضيفاً: شهد فندق بارون الحرب العالمية الأولى وكان مقر إقامة جمال باشا السفاح وعقدت في جنباته اجتماعات ضباط المحور والحلفاء، إلا أن جمال باشا فر هاربا من حلب أمام زحف الجيش العربي، ومن شرفته أطل الملك فيصل عام 1920 ليعلن استقلال سورية وحلب عن الاحتلال العثماني. وأضاف وهبه أقام في الفندق الكثير من الساسة والعلماء والمثقفين الغربيين، أمثال لورانس العرب الداهية المعروف، ومازال الفندق يحتفظ بنسخ من رسائله لوالدته وهو يمتدح جمال حلب وطيب الإقامة في الفندق، ولخبثه غادر الفندق من دون أن يدفع الحساب وما زالت الفاتورة معلقه في صدر البار تنتظر من يدفعها، كما أقامت فيه الكاتبة البريطانية أجاثا كريستي وزوجها عالم الآثار ماكس فالوين، وخط قلمها صفحات من روايتها جريمة في قطار الشرق السريع، إضافة لعالم الآثار الألماني الشهير ارنست هرتسفيلد وباولو ماتييه الإيطالي، أما العالم البريطاني جورج سميث فشاءت الأقدار أن يتوفى فيه ويدفن في حلب، وكان للعائلة المالكة السويدية شرف الإقامة في فندق بارون أثناء زيارتهم عام 1936، والزيارة الأهم كانت للجنرال الفرنسي شارل ديغول، وهناك الكثير من أمثال تيودور روزفلت، يوري غاغارين، فالنتينا تيرشكوفا، الملياردير روكفلر، مصطفى اتاتورك، شاه إيران. أما من العرب فقد أقام فيه القائد المؤسس حافظ الأسد لمدة أسبوع عام 1971، والراحل جمال عبد الناصر الذي ألقى كلمة من على شرفته، إضافة للحبيب بورقيبة، الشيخ زايد آل نهيان، عبد السلام عارف، نوري السعيد، وغيرهم كثر. الفندق اليوم أمام خيارات عدة، إما إعادة ترميمه كما كان والمحافظة على عمله، أو ترميمه وتحويله إلى متحف لتاريخه العريق. وعلى وزارة السياحة إيجاد حل رضائي مع الـمظلوميان يبعد عنهم الغبن الذي أصابهم. الوطن