بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

الهجوم الأخير في سورية: نتنياهو يلعب في النار

السبت 01-12-2018 - نشر 6 سنة - 7703 قراءة

مجددا” الكيان الإسرائيلي يسعى باستخدام سياساته العدوانية بهدف تحقيق أهداف تتراوح مابين الداخلية منها والخارجية، فعدوان اليوم الذي تصدت له وسائط الدفاع الجوي للجيش العربي السوري يهدف على الصعيد الداخلي الإسرائيلي إلى رغبة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تولى حقيبة الدفاع والأمن_ عقب استقالة افيغدور ليبرمان_ بتحسين معنويات الجنود الإسرائيليين الذين تلقوا صفعة مؤلمة في غزة مؤخرا”، ولكسب تأييد الناخب الإسرائيلي قبيل الانتخابات المبكرى القادمة والتي حتى اللحظة تشير التقديرات بأنها تأتي في سياق لاتصب لمصلحة نتنياهو.
أما على الصعيد الإقليمي فلايمكن عزلها عن المتغيرات الميدانية التي يسعى لها الأمريكي سواء من حيث توسيع نفوذه عبر إقامة قاعدة جديدة له في تل أبيض وتعقيد المشهد في الشمال السوري بإدارة التناقض بين حلفائه الخصوم(الكردي_التركي) أو بالسعي لكسب المجموعات الإرهابية لعبائته وإعادتها لحظيته وسحبها من التحكم التركي وتعقيد المشهد في إدلب… ولاسيما أن عدوان اليوم تزامن مع تحرك المسلحين في جبهات أرياف إدلب وحلب وحماة وبعد أيام من التصعيد الذي أقدمت عليه النصرة بأستخدام الغازات السامة ضد المواطنيين في مدينة حلب .
كما أن الكيان الإسرائيلي يعتبر من أكبر الخاسرين في أي إنجاز سياسي تسجله دمشق، لذلك سعت تل أبيب من خلال استمرارها بالعمليات العدوانية دون الحربية إلى تعكير مخرجات سوتشي 11 الذي سربت منه بعض الأنباء التي تفيد بالتوصل لشبه اتفاق حول القائمة الثالثة.
لذلك يبرز الإسرائيلي مجددا” للقول أنه يسعى لاثبات حضوره في الأزمة السورية ويبحث عن أطماح له في أي حل سياسي يحقق مصالحه بما في ذلك إخراج محور المقاومة وبخاصة إيران من سوريا كما تدعي تل أبيب.
بينما الرسالة الواضحة أيضا هي لموسكو وبخاصة أن هذا العدوان هو الأول من نوعه منذ تسلم دمشق لمنظومة S300 وتوتر العلاقات مابين موسكو وتل أبيب، لذلك يسعى نتنياهو للتقارب وإعادة التنسيق مع موسكو من بوابة إظهار عدم اكتراثه لقدرة صواريخS300 والتحذيرات الروسية، واستمراره بسياسات العدوان لإعادة هذا التنسيق وبخاصة أن أيدي تل أبيب ليست طاهرة من دفع أوكرانيا لتصعيد الوضع مع روسيا في مضيق كرتش.
في المقلب الآخر السرعة في التصدي وعدم السماح ﻷي صاروخ إسرائيلي من تحقيق أهدافه يشير إلى الجهوزية العسكرية للجيش السوري ووجود قرار سياسي بالتصدي في أي لحظة على ﻷي عدوان خارجي ، ومن جانب أخر يزيد هذا التصدي من تأزم وضع نتنياهو داخليا” ودوليا” أما على المستوى الإقليمي فأن علاقاته في تحسن مطرود وبخاصة مع دول الخليج العربي.
الكثافة النارية في العدوان كان بهدف استجرار المنطقة لحرب رغم إدراك نتنياهو عدم جهوزية جيشه لذلك ولكن كان يبحث عن تدخل أمريكي وأوسطي لحماية الكيان الإسرائيلي وهذا الأمر لم يفشيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ يومن بقوله أننا لم نبقى في الشرق الأوسط بسبب النفط بل لحماية إسرائيل، وهنا اعتقد أن الأيام القادمة وبوجهة نظر شخصية قد تحمل ردا” سوريا” داخل الجولان المحتل ولكن بشكل مضبوط ودقيق ونوعي.
فدمشق لاتحبذ إعطاء الإسرائيلي فرصة لتغيير الوضع القائم ولكن في ذات الوقت قد تسعى لتكريس قواعد اشتباك وتوزان رعب يفرض على الإسرائيلي الأمر الواقع.
مع ذلك فأن نتنياهو قد يعود لتكرار المغامرة ولاسيما في حال شعوره بأنه بات على حافة الهاوية قد تدفعه نحو انتحار سياسي قاتل.
 
رأي اليوم-محمد نادر العمري


أخبار ذات صلة