مشافي دير الزور تعاني ..خمس سنوات وفنيو التخدير بدل الأطباء
كشف مدير مشفى الأسد في دير الزور غالب بطاح أن عدد مراجعي المشفى منذ بداية العام وحتى بداية الشهر الماضي تجاوز 30 ألف مراجع للعيادات، على حين استقبل الإسعاف أكثر من ألفي مراجع، وتجاوز عدد العمليات الجراحية التي أجراها المشفى 1000 عملية باستثناء العمليات النسائية، ووصل عدد التحاليل التي أجريت في مخبر المشفى 200 ألف تحليل وتجاوز عدد جلسات غسيل الكلية 2200 جلسة وناهز عدد مراجعي الأشعة 20 ألفا وتجاوز عدد خدمات تصوير الإيكو 7 آلاف وتصوير الطبقي المحوري 1500. وبين بطاح أن الطاقة الاستيعابية للمشفى تصل إلى 177 سريراً ويضم حالياً إلى جانب مشفى الأسد الجراحي مشفى الفرات الذي يستقبل حالات الأمراض الداخلية ومشفى الأطفال والتوليد حيث تتوضع المشافي الثلاث داخل مشفى الأسد في مدينة دير الزور، وذلك بسبب خروج مشفى الفرات ومشفى الأطفال والتوليد من الخدمة نتيجة الدمار الذي أصاب بناء هذه المشافي في مدينة دير الزور وعدم رصد مبالغ لإعادة تأهيلها من جديد، مبيناً أنه مضى على هذه الحال أكثر من خمس سنوات. وأشار بطاح في حديث لـ«الوطن» إلى غياب كامل لبعض الاختصاصات في المشافي الثلاث ناتج عن قلة الأطباء، فهذه المشافي لا يوجد فيها أطباء للجراحة العصبية أو جراحة الأوعية كما أنه لا يوجد أطباء للتخدير، موضحاً أن العمليات التي تتم منذ خمس سنوات وحتى الآن يعتمد فيها المشفى على فنيي التخدير. وأوضح بطاح أن المشافي تعمل بكامل طاقتها لتأدية الخدمات الطبية على الرغم من النقص الحاصل، مبيناً أن الحالة السلبية الأخرى التي تجعل من المشافي مقصرة هو بعد المسافة التي تفصل المريض عن المشفى الذي يبعد عن البوكمال 110 كيلو مترات وعن معدان عتيق 70 كيلومتراً وما يليه من مناطق ريف الرقة ما ينعكس سلباً على حالة المريض الصحية وخصوصاً في الحالات الساخنة وعلى رأسها حوادث السير وحالات الاحتشاء وانفصال المشيمة، فتأخر وصول المريض لساعتين أو أكثر نتيجة بعد المسافة وعدم وجود مشافي للقيام بالإسعافات الأولية في الريف، يقلل من فرص معالجة المريض بل يجعلها معدومة في الحالات الحرجة ويشكل خطراً مباشراً على حياته، ومما يزيد من المخاطر عدم وجود الاختصاص في المشفى مثل جراحة الأوعية في حالات بتر الأطراف. ولفت بطاح إلى أن حجم العمليات يصل يومياً إلى 20 عملية بين إسعافية وقيصرية وباردة، مبيناً أن المشفى يجري عمليات الجراحة العامة كاملة مثل الجراحة البولية والعظمية إضافة إلى عمل المخابر والأشعة والمعالجة الفيزيائية والطبقي المحوري وأجهزة غسيل الكلية والإيكو باستثناء المرنان الذي يتم العمل على إصلاحه. وأوضح بطاح أن الاختصاصات المتوافرة للجراحة هي الجراحة العامة والجراحة البولية والجراحة الهضمية والجراحة الفكية اختصاص لثة، مبيناً أن عدد الأطباء الجراحين في المشفى 8 أطباء و4 أطباء تم فرزهم من مديرية الصحة وبعضهم لم يلتزم. وأكد بطاح أن عدد الخدمات التي تقدم يومياً تصل إلى نحو 60 خدمة في الإيكو ونحو 250 في المخابر وغسيل الكلية 55 خدمة بمعدل جلستين أسبوعياً، وقد وزعوا على 17 جهازاً يعمل معظمها فيما يحتاج بعضها إلى صيانة، ويراجع المشفى 90 مريضاً في اختصاص العظمية. وأشار بطاح إلى وصول أجهزة مختلفة للمشفى خلال الفترة الماضية سواء من وزارة الصحة أم من المنظمات الدولية، منها 3 أجهزة أشعة إضافة إلى أجهزة إيكو وحاضنات للأطفال وأجهزة تخطيط يضاف إلى ذلك عمليات الصيانة التي تقوم بها الوزارة بشكل دائم، مضيفاً إن الوزارة رفدت المشفى بجهاز أشعة قوسي وجهاز 500 ميغا أمبير وأجهزة تخطيط وأجهزة تنظير ومشارط كهربائية إضافة إلى جهاز ماموغرافي وجهاز سي ار حديث سيصل في الفترة القادمة. وأكد بطاح أن المشفى لم تتوقف خدماته طوال السنوات الماضية، مبيناً أن ما يزيد كفاءة عمل المشفى هو الطبيب الأخصائي، وقد يساعد وجود الأطباء على زيادة الخدمات المقدمة وكفاءتها عن طريق زيادة عدد العيادات، فالمشفى قادر على تخديم العيادات بالأجهزة لكن المشكلة في قلة الأطباء الأخصائيين. وأعلن بطاح أن العمل جار لتأهيل الطابقين الثالث والرابع من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بقيمة تصل إلى 90 مليون ليرة، مبيناً أن نسبة الإنجاز تجاوزت 60% حتى الآن. ونفى بطاح أن يكون المشفى قد وصل إلى مرحلة اختناق في تقديم الخدمات الطبية فلم يحصل أن وصل مريض ولم يجد مكاناً أو لم تقدم له خدمة طبية، مبيناً أنه في حال تفعيل كامل أجنحة المشفى عندها سيظهر النقص واضحاً في بعض الأجنحة وخصوصاً لناحية الأطباء الأخصائيين، كاشفا أن عدد العاملين في مشفى الأسد حالياً يصل إلى 400 عامل بين فني وممرض وإداري، وحول تزايد أعداد العائدين وأثره في عمل المشفى وكفاءة الخدمات المقدمة، بين بطاح أن ذلك يؤدي إلى زيادة الضغط على الأطباء لتقديم الخدمات الطبية للمرضى، فبدل أن يقوم بمعاينة عشرين مريضاً فإن ذلك سيستدعي منه معالجة خمسين مريضاً، وبدل أن تقدم الخدمات لـ50 مريضاً لغسيل الكلية في وردية واحدة فارتفاعهم إلى 150 سيعني فتح ورديتين إضافيتين، مكرراً أن أي أزمة سببها الأساسي عدم وجود الطبيب، وموضحاً أن هذه الإجراءات لا تعني عدم وجوب تفعيل المشافي وخصوصاً في الريف لأن وجودها ضروري جداً سواء لناحية جودة الخدمات أم لناحية معالجة الحالات الإسعافية في أقله، فوجودها مسألة روتينية غير قابلة للنقاش بسبب ضرورتها سواء في الريف الشرقي في الميادين أم في الريف الغربي أو خلف النهر في الخط الشمالي. وبين بطاح أن عامل الضغط ليس في الأطباء الأخصائيين فقط بل بالأطباء المقيمين أيضاً، ففي عام 2011 بلغ عدد الأطباء الأخصائيين 108 أطباء على حين لا يتجاوز 12طبيباً، هذا يعني أن المشفى يعمل حالياً بطاقة 10% فقط. موضحاً أن الاتجاه الأولي يكون بدعم المشافي بالأطباء وتالياً تفعيل المشافي الأخرى. الوطن