الحكومة «البيّاضة» و»صيصانها» الحلوين!
لكل منا حساباته الخاصة سواء بحساب الراتب أو تداعيات الأسعار، أو بحساب ألف حساب قبل أن تحاول فتح ملف ما قد يودي بك إلى ما لا يحمد عقباه، من حسابات أخرى ومتاهات من أشخاص وأرقام، فنحن شعب يأكل خبزه اليومي ويعدّ مآسيه، فمن مشكلة الدولار لمشكلة الرواتب والأسعار لمشاكل الثروة الزراعية والصناعية والإنسانية والأشجار… ترانا نعد شهداءنا ونحصي خيباتنا ونشتكي مسؤولينا لمسؤولينا، ونشتكي قضاتنا لقضاتنا، والتجار للتجار، نشتكي الحكومة للحكومة، قائلين: البيض يا حكومتنا البيض… سعره فاق إمكانياتنا، فالبيضة الواحدة وصلت إلى خمسين ليرة، وحقيقة هذا كثير على المواطن الفقير، نحن لا ندري ما السبب لكن يقال أنهم يهربونه إلى الخارج ليقبضوا بالدولار! وحين سألنا ببراءة لماذا يريدون أن يقبضوا بالدولار؟! كانت الأقوال لأنهم أناس طيبون ويريدون أن يدعموا الليرة…! ويحاولون دعم القطع الأجنبي عن طريق «قطع الوطني». فقلنا ليتهم يهربون البرتقال عوضا عن تصدير البيض أو تهريبه، فقالوا «مابتوفي! في غالب الأحيان يجلب الجهل الثقة أكثر مما تفعل المعرفة، فالذين يعرفون القليل وليس من يعرفون الكثير، هم الذين يؤكدون بقوة أن هذه المشكلة لن تحلها الحكومة أبدا، ونحن مدركون تماما أن الحكومة مصممة على أن تحل هذه المشكلة وكل المشاكل، فهم يعِدوننا بالأفضل قريبا وجذريا، حتى ليخيّل إلينا بأن الحكومة ستبيض ذهباً، وبأنها ستوزع بيضها الذهبي علينا نحن المواطنين فرداً فرداً وبيضةً بيضة «ع الماشي» لدرجة تجعلنا نصيح: ربنا ديم علينا الحكومة البياضة وصيصانها الحلوين! على هامش الحلول: إن الكوميديــا الســوداء هي فن مثل البيض والكهرباء لا يدركه سوى القلة. الأيام