لماذا سميت دمشق بهذا الاسم !
من أقدم الوثائق التي ذكرت فيها دمشق على مرِّ التاريخ رُقم مدينة إبيلا العائدة إلى حوالي عام 2000 قبل الميلاد، إذ وردَ ذكرها هناك تحتَ مُسمَّى “داماسكي” كما أن ذكرها جاءَ أكثرَ من مرَّة في النصوص المصريَّة القديمة حيثُ ذكرت باسم “تيمساك” ضمن ألواح الفرعون تحتمس الثالث العائدة إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وفي رسائل تل العمارنة باسم ” تيماشكي “. في الفترات التي تبعت ذلك تعاقبت عدة أسماء عليها مع كل دولة جديدة كانت تحكم المنطقة، فأطلق عليها الآشوريون “دَمَشْقا”وأحياناً استخدموا اسم “إيميري شو” أيضًا، وكان الآراميون يُطلقون عليها اسم “ديماشقو”، كما ورد اسمي “دارميساك”أو “دارميسيق”في بعض النصوص الآرامية الذي قد يَعني الدَّار، الأرض المسقية، أو أرض الحجر الكلسي، وعرفت دمشق أيضاً ببعض اللغات الأوروبية وأبرزها اللاتينية التي أطلقت على دمشق اسم داماسكس ” Damascus ” التي بقيت حتى اليوم. وجد خلاف كبيرٌ وافتراضات عديدة بشأن أصل اسم دمشق نفسه وطريقة اشتقاقه في العربية؛ فأنصار الجذر العربي للاسم يرونه ناجمًا عن مصطلح دَمْشَقَ في العربية القديمة بمعنى “إذا أسرع”، ولذلك يُقال أن المدينة سُميت باسمها لأن أبناءها دَمْشَقوا (أي أسرعوا) في بنائها، أما غالب المؤرخين الذين أعادوا اللفظة لكونها سريانية، أو لاتينية، لا العربية، فيرون أنه اشتق من كلمة دُومَسْكَس بمعنى المسك أو الرائحة الطيِّبة، فيما يَرى آخرون أنها سُمِّيت تيمناً بالقائد اليونانيّ دماس الذي أسَّسَ المدينة، كما ساد الاعتقاد بأن الكلمة مشتقة من اسم أحد أحفاد النبي نوح “دَمَاشِق”، أما في الأيام الراهنة، تعرف دمشق في اللهجة السورية باسم الشام، أما أكثر ألقابها شهرة فهي، مدينة الياسمين، وجلّق، والفيحاء، إلى جانب عدد من الألقاب الأقل انتشارًا مثل درة الشرق، شامة الدنيا، شام شريف والتي كانت منتشرة بشكل رسمي خلال سوريا العثمانية، كنانة الله، الدار المسقية.