ديب: المعالجات الطبية السنية هي الأغلى ورغم ذلك طبيب الأسنان السوري طبيب فقير
كشفت نقيب أطباء أسنان سورية فادية ديب عن مشاركة 20 وفداً عربياً وأجنبياً في المؤتمر العلمي الدولي التاسع عشر لطب الأسنان في سورية المزمع إقامته في قصر المؤتمرات في 3 تشرين الثاني من العام الجاري.
وبينت ديب أن الاتحاد العربي لأطباء الأسنان قرر عقد اجتماع نوعي في دمشق، واعتمد وضع لصاقة ذهبية على شهادات المؤتمر لاعتماد الشهادات الصادرة عن المؤتمر في الدول العربية، كما قرر الاتحاد العالمي أن يخصص زاوية في موقعه لتغطية فعاليات المؤتمر.
وأشارت ديب إلى أن هذا المؤتمر يأتي بعد مؤتمر كسر الجليد الذي عقد في عام 2016 بعد توقف للمؤتمرات الدولية استمر أكثر من ست سنوات بمشاركة 5300 طبيب سوري وبمشاركة خارجية خجولة، ليتميز المؤتمر الحالي بحضور عربي ودولي كبير إذ بلغ عدد الدول المشاركة عربياً 13 دولة وهي (لبنان – الأردن – فلسطين – العراق – المغرب – الجزائر- السودان – تونس – موريتانيا – اليمن – مصر – قطر)، على حين بلغ عدد الدول الأجنبية المشاركة 7 دول هي (أميركا – كندا – إيطاليا – بريطانيا – ألمانيا – فرنسا – سويسرا)، مشيرة إلى أنه تم الاعتذار من أحد الوفود الأجنبية بسبب الانتهاء من إعداد البرنامج.
ولفتت ديب إلى وجود أطباء أسنان عرب سجلوا عبر الإنترنت والفاكس للحضور إلى سورية والمشاركة في المؤتمر بشكل فردي، لافتة إلى أن عدد المشاركين الخارجيين بلغ نحو500 طبيب أسنان عربي إضافة إلى مشاركة أساتذة كبار من بريطانيا وإيطاليا وكندا وأميركا.
وقالت: استطعنا استضافة محاضرين من مختلف الدول المهمة التي تصدر العلم في مجال طب الأسنان والتي تصنع تجهيزات طبية سنية وبلغ عددهم 89 محاضراً، مضيفة: ساعدنا في ذلك الجاليات السورية وأطباء الأسنان في الخارج والذين كانوا جزءاً من عملية تصنيع المعلومة في دول المغترب وتفوقوا وأصبحوا عمداء كليات وكان لهم دور كبير في نجاح التجهيز لهذا المؤتمر، مؤكدة أن الأطباء السوريين الذين شغلوا مناصب كمستشارين علميين لدى أهم الشركات العالمية يشاركون في المؤتمر باسم هذه الشركات.
وكشفت ديب عن مشاركة نحو40 شركة متخصصة في مجال التجهيزات والمعدات السنية في المؤتمر من مختلف دول العالم منها شركات روسية وهندية وإيرانية وأميركية وكندية.. وذلك عبر وكلاء، مضيفة: تم التواصل مع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية ووزارة الصحة لمنح موافقة مؤقتة لهذه الشركات لإدخال الأجهزة المشاركة في المعرض.
وأكدت ديب أن المؤتمر يتميز بأنه أكثر تنظيماً وأكثر دقة في اختيار المحاضرين، إلى جانب التميز في أنواع المعلومات التي سوف تقدم، منوهة بوجود دورات تدريبية تختص في تطوير المهارات التي تقدم في الجزء النظري من المؤتمر.
وأشارت ديب إلى أن المؤتمر يعتبر ممراً لوصول التقنيات المتطورة إلى سورية على اعتبار أن طبيب الأسنان الماهر هو من يمتلك التقنيات المتطورة إضافة إلى المعرفة، وأن أي مؤتمر طبي للأسنان إذا لم يترافق بمعرض للتجهيزات الطبية لا يمكن أن ينجح.
ولفتت ديب إلى أنه وخلال سنوات الحرب على سورية عاش أطباء الأسنان حصاراً شديداً على المنتجات الطبية السنية بدءاً من المعدات وصولاً إلى الحشوات السنية، لذلك تم التوجه شرقاً وكان هناك مجموعة من المواد التي أمنت جزءاً من الاحتياجات، مؤكدة أن طبيب الأسنان السوري رغم ذلك لم يبتعد كثيراً عن التقنيات الحديثة، والطبيب السوري كان على تواصل دائم مع زملائه في الخارج للاطلاع على آخر التقنيات.
وحملت ديب المسؤولية للحالة المادية لطبيب الأسنان السوري بابتعاده عن التجهيزات الطبية الحديثة، وقالت: طبيب الأسنان السوري طبيب فقير، علماً أن المعالجات الطبية السنية هي الأغلى، لكن إذا تم احتساب سلة التكاليف التي يقدمها الطبيب يبقى له مربح ضئيل مادياً يكفيه للعيش كمواطن في ظل ارتفاع الأسعار، إضافة إلى ما يترتب عليه من تكاليف وضرائب وكهرباء وأجور مخبرية.
وأعربت ديب عن سعادتها بعقد المؤتمر في قصر المؤتمرات وإعادته إلى الهدف الذي أنشئ لأجله وهو الهدف العلمي وعقد المؤتمرات العلمية، مؤكدة أن المؤتمر نقطة فاصلة في تاريخ طب الأسنان في سورية، مضيفة: نضع نصب أعيننا أن سورية ستكون مركزاً عالمياً لطب الأسنان.
وأكدت ديب أن المؤتمر سيخرج بمقترحات وتوصيات في مجال طب الأسنان في مجال زراعة الأسنان، كما أنه في مجال مكافحة العدوى والإنتان سيكون هناك توصيات ستخرج على صعيد بروتوكولات.
وأشارت ديب إلى أن إغلاق التسجيل لحضور المؤتمر سيكون في 30 تشرين الأول، مشددة أنه لن يكون هناك أي تمديد لفترة التسجيل، كاشفة عن أن عدد المسجلين من سورية حتى تاريخه بلغ 3500 مشارك منهم 2500 طبيب و1000 طالب، لافتة إلى أنه من المخطط ألا يتجاوز العدد 4500 مشارك من سورية هم من الأساتذة الجامعيين والأطباء وطلاب دراسات وطلاب السنة الخامسة.
مراكز طبية سنية
وعن انعكاس إدخال تقنيات حديثة على أسعار المعالجة وتحميل المرضى عبئاً إضافياً، رأت ديب أنه لا يستطيع أي طبيب اليوم إدخال أي تقنية جديدة بشكل منفرد، موضحة أن النقابة تتجه إلى جمع العيادات لتكون على شكل مراكز طبية سنية، وأن هدف النقابة إلغاء العيادات الفردية بالإطار العام والاتجاه للعمل كفريق لاجتماع مجموعة من الأطباء يستطيعون تقديم خدمات علاجية صحيحة عبر وجود اختصاصات فردية متنوعة وبأسعار مقبولة، حيث يتم إحضار أجهزة متطورة من دون أن يتحمل الطبيب العبء بشكل منفرد، مؤكدة بأن ذلك لن ينعكس على أجور المعالجة بشكل كبير.
وفي السياق بينت ديب أن النقابة في عام 2010 سلكت طريق التحول التدريجي في مجال مهنة طب الأسنان وفق إستراتيجية محددة، وتم البدء بأن تكون النقابة جزءاً من الفريق المدرب للأطباء للحصول على شهادة الاختصاص لزيادة عدد الأخصائيين، بعد ذلك تم التوجه إلى أطباء الأسنان القدامى الذين تخرجوا منذ وقت طويل ولم يتح لهم فرصة الاختصاص ما جعل بعضهم يعزفون عن فكرة العودة إلى التعلم وإجراء الاختصاص، ففكرت النقابة عن طريقة لتطويرهم وتدريبهم عن طريق النقاط العملية وتم الاتفاق مع وزارة الصحة بموضوع التأهيل والمستمر.
وأوضحت ديب أنه بات لزاماً على الطبيب تحصيل عدد من النقاط المحددة سنوياً لضمان متابعته للتطورات العلمية الحديثة، لذلك تم التوجيه إلى فروع النقابة في المحافظات لتوفير المحاضرات العلمية والندوات وإقامة الدورات المجانية لتطوير مهارات الطبيب، مشيرة إلى أن هذه النقاط يتم احتسابها نهاية كل سنة وإذا كان الطبيب محققاً لعدد النقاط المطلوبة يستمر تسجيله في النقابة ويتم منحه ميزات، ولضمان التزام جميع الأطباء تم الاتفاق مع وزارة الصحة، لكون التراخيص الدائمة لا تتم بشكل سنوي وتتم كل 4 سنوات، بعدم تجديد الترخيص من الوزارة للطبيب إلى حين تحصيله النقاط المطلوبة بمساعدة النقابة التي تشكل أداة مساعدة في تحقيق رؤية الوزارة، حث تنعكس جودة المعرفة على عمله وعلى سمعته كطبيب أسنان سوري.
وترى ديب أن تخرج الطبيب بعد خمس سنوات دراسة وممارسة سريرية لمدة سنة لا يكفي لبدئه العمل في العيادة، وأنه وبهدف تطوير المهنة تم إطلاق تجربة المركز الوطني للاختصاصات الطبية السنية والبورد السوري، مؤكدة نجاح التجربة بعد مرور ثلاث سنوات رغم أخطائها البسيطة، كاشفة عن أنه يتم التوجه إلى إقامة مراكز في جميع المحافظات بداية في حماة وثم في حمص بعد ذلك في الساحل السوري.
بطاقة المساءلة الطبية
وكشفت ديب عن إصدار النقابة بطاقة المساءلة الطبية التي تهدف إلى حماية الطبيب والمريض في الوقت نفسه، وهي عبارة عن استمارة مطبوعة وفق تسلسل لا يتكرر وغير قابلة للتزوير، تحتوي على بيانات شخصية وطبية للمريض وتتضمن خطة المعالجة وتاريخ بدايتها وانتهائها، وعند توقيعها وختمها من الطبيب وموافقة المريض تصبح وثيقة قانونية تلزم الطرفين بالالتزام، مشيرة إلى وجود أرومة في أسفل الاستمارة تقطع بعد أن يختم عليها الطبيب المعالج وتعطى للمريض ليحتفظ بها، وفي حال حدوث أي مشكلة أو خلاف بين الطبيب والمريض، حول نوع العلاج أو الأجور أو خلاف، يتقدم بها للنقابة.
وأضافت ديب: الاستمارة إقرار وتصريح من المريض بإكمال خطة العلاج عند الطبيب كاملة وبدفع التزاماته المالية للطبيب، بدوره يلتزم الطبيب بأخلاق المهنة والابتعاد عن الدجل والاحتيال وبعدم متابعة معالجة حالة مرضية لدى طبيب زميل له إلا بعد الحصول على موافقة الطبيب أو موافقة النقابة.
وأكدت ديب أن البطاقة بمنزلة عقد ملزم للطرفين قانونياً أمام القضاء وفي النقابة ويتيح للنقابة حماية الطبيب ومحاسبته في حال الخطأ، وعدم وجودها يحد من إمكانية النقابة في مساعدة الطبيب في حال وجود شكوى.
وأعلنت ديب عن البدء باستخدام بطاقة الطبيب الإلكترونية وهي ذاتية الطبيب المتنقلة، مضيفة: بعد معاناة النقابة خلال الحرب ومع تدمير العصابات الإرهابية المسلحة لعدد من مقرات النقابة في المحافظات وفقدان ذاتيات الأطباء تم الاتجاه إلى الأرشفة الإلكترونية، مؤكدة أن الذاتية تضمن حماية حقوق الطبيب وتحفظ كل تحصيلاته وتضمن للنقابة متابعة أوضاع الأطباء المنتسبين.
الوطن