انتقادات خجولة.. ونواب يشكرون وزير السياحة نواب: أسعار المطاعم والفنادق مرتفعة لا تتناسب مع دخل المواطن ولا مع خدماتها
تعددت كلمات الشكر والمديح بوزير السياحة بشر يازجي من أعضاء مجلس الشعب حتى أن النائب محمد قبنض اعتبره أفضل وزير رغم أنه لم يعجب بأي وزير سوري في تاريخه ورأت زميلته زينب خولة أن عرض يازجي لواقع السياحة أعطى نوعاً من التفاؤل بعد الإحباط التي تعرضوا له أمس نتيجة سوء وضع وزارة الصناعة. ورغم كلمات المدح التي خرجت من الكثير من المداخلين الذين تجاوزا 46 نائباً إلا أن بعض المداخلات لم يخل من النقد اتجاه أداء الوزارة فقال النائب إسماعيل حجو: في الواقع لم أرغب في إجراء مداخلة إلا أن كلام الوزير الإنشائي الجميل دفعني للحديث، مضيفاً: تمنيت أن أسمع قضايا ملموسة وأمثلة حية وواقعية عن القضايا الملموسة. وأشار حجو إلى أن الوزير طرح مسألة هكيلية الوزارة إلا أنه من المعروف أنه تمت هيكلية الوزارات من عام 2003 ومع الأسف الشديد أي وزير جديد يعمل على إعادة هيكلية وزارته، مضيفاً: لم أسمع عن صعوبات الوزارة التي يتم العمل على حلها فمن المعروف أن السياحة هي صناعة تبدأ من سائق التكسي في المطار إلى السرير الذي ينام عليه السائح. ورأى حجو أن عدد الأسرة في سورية لا تتناسب مع السياحة السابقة، معتبراً أنه ما يجري حالياً تدوير للزوايا بالنسبة لأشغال الفنادق باسم سياحة. ورأى النائب سمير حجار أن عرض وزير لمشروعات الوزارة يشعر أنها تأسست بالأمس وخصوصاً في ظل حديث الوزير حالياً سنحدث فنادق وشركات تطوير سياحي وسننسق مع الوزارات، مضيفاً: هذا يشعر أنه لا تنسيق أو استمرار بين وزارة وأخرى وكلما أتى وزير وضع خطة تنتهي حينما يخرج من الوزارة. وفي مداخلة له أضاف حجار: كل الدول التي انطلقت سياحياً اعتمدت على ترك وزارات السياحة فيها الأمور المفصلية من الخدمات إلى شركات على حين اهتمت تلك الوزارات بالقوانين ورفع العقوبات وتأمين البنية التحتية، موضحاً أن أسوأ الفنادق خدمياً تلك التي تخضع لسيطرة وزارة السياحة. وشدد زميله حسين حسون على ضرورة ضبط أسعار المنتج السياحي، مؤكداً أن هناك جهوداً كبيرة مبذولة من الوزارة في القطاع السياحي التي أدت إلى تطوره بشكل عام. ودعا حسون إلى حل التداخلات والتشابكات بين الوزارة والثقافة والإدارة المحلية لجهة تقديم الخدمات السياحية، كما أعرب زميله آلان بكر عن تشميل حلب في خطة الوزارة المتعلقة بالترويج السياحي. وتساءل النائب هادي شرف عن السياحة الدينية وخطوات الوزارة في هذا الموضوع باعتبار أنها لا تقل أهمية عن السياحة العادية بل من الممكن أن تكون البديل الجيد لها، مشيراً إلى منطقة السيدة زينب التي ليس فيها خطة استثمارية مدروسة لتطوير المنطقة بما يتناسب مع أهمية المكان وتفرده وتميزه. وأكد شرف أن منطقة السيدة زينب تعج بالمخالفات العمرانية التي انتشرت مثل السرطان في فترة ما قبل الحرب وأثنائها بشكل بشع خلت فيه الأبنية من شروط السلامة والجمال وافتقرت إلى الخدمات. وأثار زميله عاطف الزيبق مشكلة منتجع الشاطئ الأزرق وسوء معاملته والأسعار المرتفعة جداً، متسائلاً لمن يتبع هذا المنتجع؟ وما دور وزارة السياحة فيه؟ أيده في ذلك النائب بطرس مرجانة. ودعا النائب طلال حورية إلى العمل على نشر الثقافة السياحية عبر وضع المواقع الأثرية والطبيعية في المناهج التربوية، مشدداً على ضرورة العمل تخصيص المواسم السياحية للمحافظات مثلاً في إدلب موسم الزيتون والتين والكرز وفي الحسكة موسم القمح وغيرها التي تشجع على السياحة. وأكد زميله مجيب عبد الرحمن الدندن أن أسعار المطاعم والفنادق مرتفعة لا تتناسب مع دخل المواطن ولا مع الخدمات التي تقدمها، كما دعا النائب ماهر قاورما إلى التدخل لإيجاد حلول لنهر العاصي الذي أصبح مركزاً للتلوث البصري. تعددت المداخلات كل نائب حسب محافظته الذين طرحوا العديد من الموضوعات حول الواقع السياحي إلا أن المقام لا يتسع أن نذكرها جميعاً فتركزت المداخلات في معظمها للعمل على الترويج السياحي وإقامة المشروعات السياحية التي تشجع على الاستثمار. الوزير يرد بدبلوماسية امتازت ردود وزير السياحة بشر يازجي بالهدوء والدبلوماسية والشرح المطول حتى إن رئيس مجلس الشعب تدخل أكثر من مرة يذكره فيها بالوقت ما دفع الوزير إلى الاعتذار كلما ذكره الصباغ . وكشف يازجي أن كل منشأة سياحية تدخل إلى خزينة الدولة ما بين 200 ألف إلى مليوني ليرة شهرياً، موضحاً أن أي فاتورة في منشأة منها نسبة 5 إلى 10 بالمئة تعود إلى خزينة الدولة. خلال رده على مداخلات الأعضاء أضاف يازجي: حاولنا التنسيق مع وزارة المالية لمعرفة الرقم الدقيق عن إيرادات الخزينة من القطاع السياحي إلا أنه يمكن القول إنه رقم كبير جداً وهذا بفضل تضحيات الجيش العربي السوري وإرادة الحياة لشعبنا وإيمان المستثمر السوري. وأعلن يازجي عن 5.9 مليارات إيرادات أربع منشآت سياحية تابعة للوزارة العام الحالي و2.4 مليار ربح مباشر إضافة إلى 800 مليون رسم إنفاق استهلاكي. وأكد يازجي أنه يتم العمل على إحداث أسواق تراثية تخص المهن اليدوية تشكل نقاط جذب وتدعم أصحاب تلك المهن، معتبراً أن السياحة هي صناعة تتشارك فيها 9 وزارات يتم التنسيق معها. وأوضح يازجي أن خطة تجديد الفنادق بشكل تدريجي مع الجدوى الاقتصادية وخصوصاً في ظل زيادة القدوم إلى البلاد لتحقيق عوائد أعلى، مشيراً إلى أن هناك مديرية الفنادق والشركات تتابع عمل الفنادق من جهة التكاليف والإقامة لتحسين واقعها. وأضاف يازجي: للأمانة إن الخدمات المقدمة في الفنادق التابعة للوزارة تعتبر مقبولة رغم عدم تجديدها مقارنة مع القطاع الخاص. وفيما يتعلق بالسياحة الدينية أكد يازجي أنه يوجد حتى اللحظة تقصير في هذا المجال، مضيفاً: نعمل على خطة ترويجية فيما يخص البلدان المصدرة لهذه السياحية ليس فقط عبر التعاون مع السفارات بل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لتوضيح البرامج المتعلقة بالسياحة الدينية. وأشار يازجي إلى أن وصول السياح إلى سورية مكلف جداً لأن الكثير منهم لا يأتون إلى مطار دمشق مباشرة وبالتالي التكلفة عالية، مشيراً إلى الجهود المبذولة من وزارة النقل والطيران الخاص. ورأى يازجي أن أهم منطقة في سورية هي السيدة زينب لذلك يتم العمل فيها على جانبين: الأول دراسة تفصيلية تخطيطية للمقام ومحيطه، والثاني دراسة لتوسيع الطريق وعمل مولات شعبية لكيلا يكون هناك أسواق مستغلة. وأضاف يازجي: طموحنا كبير في السيدة زينب لكن نسير في خطوات بالتعاون مع الوزارات المعنية بدءاً من الطريق الواصل إلى المنطقة وانتهاء بالأسواق فيها. واعتبر يازجي أن البنية التشريعية التي عملت عليها الوزارة غير مسبوقة في العامين الماضيين وخصوصاً أن التشريعات والقرارات التي كانت مستخدمة منذ ستينيات القرن الماضي وأحدثها في تسعينيات القرن ذاته، لافتاً إلى النتائج بدأت تظهر نتيجة الهيكلة الجديدة للوزارة. وكشف يازجي أنه في الفترة القادمة سيكون هناك حقيبة مخصصة يتم تزويدها للسفارات السورية في دول العالم تشمل جانب ترويجي والخدمات المقدمة والمشاريع الاستثمارية التي يرغب بها المستثمرون. وفيما يتعلق ببصرى الشام في درعا أكد أن الأضرار فيها قليلة في مدرجها وأنه خلال العام القادم سيعود مهرجان بصرى بشكل خاص ومهرجانات درعا بشكل عام. ولفت يازجي إلى أنه تم توجيه إنذار لإدارة منتجع الشاطئ الأزرق بتجديد الخدمات مع التهديد بتخفيض مستوى الفندق إلى أربع نجوم وفي حال تم ذلك فإنه سيخسر كثيراً باعتبار أن الأسعار ستحدد بعدما كانت محررة. وأكد يازجي أن نسبة 34 بالمئة زيادة القادمين إلى سورية مقارنة بالعام الماضي أي حوالي 4 ملايين ليلة فندقية للعرب والأجانب. الوطن