صحفيو سورية فقراء مادياً !!
الأربعاء 24-10-2018
- نشر 6 سنة
- 5455 قراءة
أخذت الحرب نحو ثمان سنواتٍ كاملة من أعمارهم، دخلوها فقراء لكون سوق العمل قبل الحرب كان ضيقاً فيما كانت جيوبهم واسعة جداً على دخلهم، وفي الحرب أصبح الصحفي من المشمولين بالمثل الشعبي “مضروب بحجر كبير” لكون الناس تعتقد أن الصحفي السوري يتقاضى أجره بمئات الدولارات.
صحفي نهاراً و سائق تاكسي ليلاً ..
أحد مدراء المكاتب الصحفية في مؤسسات الدولة رفض الكشف عن اسمه لكي لا يخسر عمله قال: “أعمل يومياً أكثر من 12 ساعة وأتقاضى 35 ألف كمرتب شهري ويصل مع الحوافز إلى 50 الف، أجار منزلي 70 ألف وأنا متزوج ولدي أولاد، لذلك أعمل ليلاً كسائق تاكسي كي أتمكن من العيش
الراتب عبارة عن بدل مواصلات !..
“علي خزنة” صحافي يقول : بدأت عملي في مجال الصحافة مع أحد التلفزيونات منذ أربع سنوات بالإضافة لذلك أعمل في إذاعة وصحيفة وموقع الكتروني وجميع الرواتب لاتكفي للواقع المعيشي، ناهيك عن مصاريف المواصلات، كما أحتاج لحوالي العشرة آلاف ليرة سورية تكلفة اتصالات وانترنت، يختم بالقول: نعمل لندفع رواتبنا أجور مواصلات واتصالات
10%.. فماذا عن البقيّة؟
“ماهر المونس”، صحافي يعمل مع وسائل إعلام محلية وأجنبية، يقول : يختلف الوضع المعيشي للصحفي أو العامل في المجال الإعلامي سواء كان صحفياً أو تقنياً أو مصوراً، بحسب المؤسسة أو المؤسسات التي يعمل بها.
بالنسبة للوظائف الحكومية، فوضع الصحفي فيها كوضع أي موظف عادي، بكل تأكيد لا يكفيه مرتّب واحد، لذلك يلجأ للعمل مع وسائل أخرى، أو امتهان مهنة أخرى بعد الدوام الرسمي، أو أحياناً الاستفادة من علاقاته التي يجنيها ويشكلها من خلال عمله مع الوسائل الحكومية، واستثمارها بمشاريع أو فرص قد تدرّ المال له أما الصحفيين العاملين في القطاع الخاص، فيبدو أن وضعهم أفضل بقليل، لكن أيضاً هنا علينا أن نميز بين الموظفين المثبتين، وبين العاملين على القطعة “فري لانسر”.
لكن بكلا الحالتين وضعهم ليس ممتازاً، ولذلك يعمدون أيضاً للعمل مع عدة وسائل أو امتهان مهن أخرى، قلة قليلة جداً من الصحفيين والإعلاميين من يستطيعون الاكتفاء مادياً من عملهم الإعلامي، وتنحصر هذه الفئة على المراسلين القُدامى، والعاملين لدى وسائل إعلام أجنبية، أو مدراء المكاتب والوسائل الإعلامية، أو المذيعين والإعلاميين المعروفين ولديهم جمهورهم، لكن كل ما ذكرت سابقاً لا تتجاوز نسبته الـ 10% من العاملين في هذا المجال.
“فوق الموتة عصّة قبر” .
يقول الصحافي “وسام الجردي”: “يعاني الصحفي السوري من سوء معاملة إضافة لعمله لساعات طويلة وأجر قليل، وهذا مايضطره للعمل بأكثر من وسيلة وجهة ربما لاتناسب توجهه لكنه مضطر للعمل من أجل المادة، والصحفي السوري عظم شأنه أو قل يقطن بالأجار ويعمل ساعات طويلة وغير ذلك لايشمله التأمين الصحي أو حتى الاجتماعي.
العقوبات والتمييز وصلت للصحافة..
في الجهة المقابلة تقول إحدى الصحفيات العاملات لدى إحدى الوكالات الاجنبية المعروفة “من يعمل من السوريين مع وكالات أجنبية وضعهم ليس بالأفضل ، وذلك بسبب العقوبات والتمييز بين الجنسيات وخاصة إن كان الرأي السياسي مخالف لرأي الوكالة ، فعلى سبيل المثال هناك بعض المواد لا تقبل بها وكالات أجنبية معينة لأنها تعتبرها نوعاً من التغطية الايجابية لعمل الدولة السورية.
هل السفر هو الحل ؟
“حيدر مصطفى” صحافي سوري خرج من البلاد باحثاً عن مصدر دخل أفضل قال: “عملت في سورية كمراسل ميداني مايقارب الثلاث سنوات، إضافة إلى عملي كمحرر داخل غرفة الأخبار باحدى المحطات المحلية، تقاضيت من المحطة خلال الأشهر الأولى لعملي مرتّباً وقدره 18000 ليرة، وأذكر أن آخر سنة لي بالعمل داخل سوريا كان راتبي قد وصل فقط إلى 27 ألف. مشيراً إلى أنه كان ممنوعاً عليه العمل مع وسائل إعلامية أخرى. وعن سبب مغادرته سورية أجاب “مصطفى”: أولاً العرض المادي الأفضل، وثانياً الفرصة بأن انتقل من مراسل لمذيع بقناة غير محلية”.
بالرغم من هذا لم يعوّل الصحفيون على اتحادهم ليؤدي دوره في الدفاع عن حقوقهم والعمل مع مؤسسات القطاعين العام والخاص لإنصافهم مادياً سواءً في الأجور والتعويضات أو حتى التأمين الصحي والاجتماعي، ليبقى القلم سلاحهم الوحيد.
المصدر: المدينة اف ام