مداد: الجامعات السورية لا تملك القدرة على المنافسة في التصنيفات في العالم
اعتبر «مركز دمشق للأبحاث والدراسات- مداد»، أنه لتغيير التصنيف المتدني للجامعات السورية، يجب الانطلاق من فكر جديد ورؤية جديدة للتعليم العالي في سورية، تسمح بخروجه من عنق الزجاجة الموجود فيها والناجمة عن تطبيق سياسات تعود إلى القرن الماضي، ولا تتناسب مع عصر اقتصاد المعرفة الرقميّ الحاليّ. ونشر«مداد» بحث بعنوان: «تصنيف الجامعات السورية: الفجوة بين الحل الإسعافي والتغيير الاستراتيجي»، من إعداد رئيس الجامعة الافتراضية السورية الدكتور خليل عجمي، الذي اعتبر فيه أنه بعد الحرب من المفترض أن تمتلك سورية مقوّمات عديدة تسمح لها بالرهان على إحداث خرقٍ في المجال الاقتصاديّ، فيما بات يعرف اليوم باقتصاد المعرفة، واستخدام هذا الخرق لتحقيق النمو المنشود الذي يمكن أن يشكل دعامة النهوض الاقتصاديّ والاجتماعيّ في سورية. ولفت إلى أن سورية تمتلك رغم نزيف الحرب، مخزوناً كبيراً من الشباب المتعلم بأعمار تتراوح بين 18 و30 عاماً، كما تمتلك بنيةً تحتيةً أكاديميةً مقبولة من مؤسسات أكاديمية في المراحل كافة تسمح بالرهان على إمكانية تطويرها واستخدامها كركيزة أولى للبناء عليها. ورأى أنه من أجل استثمار سورية لما تملكه من مقومات في مجال التعليم، للتحوّل نحو اقتصاد المعرفة ينبغي إجراء تحليلٍ شاملٍ لواقع التعليم في سورية، بمراحله المختلفة، والبدء بتحديد نقاط قوته وضعفه، وفرص تطويره لوضع استراتيجيات النهوض به، وتعريف الآليات التي ستؤدي إلى هذا النهوض. وأشار الباحث إلى أن الجامعات السوريّة الخاصة والعامة تفتقد لأي وجود حقيقي على الساحة الدولية، في حين أنَّ خريجيها ينتشرون في الكثير من الجامعات الغربية والشرقية، ويحققون إنجازات فردية مميزة عندما يخرجون منها إلى مؤسسات أكاديمية خارجية، وهو ما يؤكد أن المشكلة الحقيقية تكمن في الواقع الإداريّ والأكاديميّ لجامعاتنا. وأضاف عجمي: إن الوجود الحقيقي للمؤسسات الجامعية اليوم بات ينعكس في عملية تصنيفها ضمن مختلف منظومات التصنيف الأكاديمية، وأردف أنه رغم وجود انتقادات مفادها أنَّ منظومات التصنيف ليست ذات مرجعية علمية فقط، وإنما تتعداها إلى جوانب تتعلق بحجم الجامعات وعراقتها ونفوذها، إلا أن الاهتمام بالتعليم وبالبحث العلمي من الأمم المتحدة، ومن النسبة الغالبة من الدول بحسبانه الركيزة الأساسية في اقتصاد المعرفة أدّيا إلى إيلاء الكثير من الاهتمام للترتيب العالمي والتصنيفات. وختم الباحث بحثه بالقول: للأسف، لا تملك الجامعات السورية حالياً أي قدرة على المنافسة في التصنيفات الأكثر أهميّة في العالم، وأردف: «إلا أن بعض الإجراءات الإسعافية السريعة، كزيادة مشاريع التعاون مع جامعات صديقة خارج سورية، وتعزيز الانفتاح والنشر باللغات الأجنبية بعامة، والإنكليزية بخاصة، وتحويل المجلات المحلية للجامعات إلى مجلات عالمية معتمدة يمكن أن يسمح بتحسين صورة وظهور الجامعات السورية إقليمياً وعالمياً». وفي الوقت ذاته، اعتبر أن التغيير الأساس وعلى المدى البعيد يجب أن ينبع من فكر جديد ورؤية جديدة للتعليم العالي في سورية. الــوطــن