بخبرات محلية.. أول عملية تبديل صمام تاجي تنظيرياً من دون فتح الصدر
تمكن فريق طبي وطني في مستشفى جراحة القلب الجامعي بدمشق من إجراء عملية ناجحة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى البلاد، وذلك بأن تم تبديل «صمام تاجي» عن طريق التنظير دون إجراء أي فتح للصدر، وإنما عن طريق شق جانبي، مع تجنب الدخول في الجراحة وفتح الصدر كما يحدث في الكثير من العمليات. وبيّن مدير عام مستشفى جراحة القلب الجامعي بدمشق حسام خضر أن الكوادر الوطنية أثبتت تميزاً كبيراً رغم ظروف الأزمة في إجراء العمليات النوعية، وإثبات كفاءتها وقدرتها وتميزها الطبي. وأوضح خضر أن العملية استغرقت 3 ساعات لسيدة في عمرة الـ48 عاماً، موضحاً أن العملية أجريت بالتنظير دون إجراء جراحة، مؤكداً أن نسبة الخطورة أقل في مثل هذا النوع من العمليات التي تتطلب الدقة والخبرة الكافية والإمكانات لإجرائها، منوهاً أن المريضة حالياً تحت المراقبة ليصار إلى تخريجها بعد عدة أيام. مضيفاً: إذا كان بمقدور الكادر الطبي إجراء العملية عن طريق التنظير فمن غير المعقول إجراؤها عن طريق الجراحة وفتح الصدر، وتجنب الخطورة الكبيرة على حياة المريض أو المريضة. ولفت مدير عام المستشفى أن العملية تعتبر إنجازاً طبياً على مستوى البلد يحسب للكوادر الوطنية العاملة في المستشفى، ويعكس الخبرة والكفاءة التي تتميز بها، ما يمهد لإمكانية إجراء مثل هذه العمليات خلال الفترة القادمة بعد نجاح أول عملية نوعية، وسط وجود جميع المستلزمات والتجهيزات اللازمة في المستشفى، علماً أن مشافي التعليم العالي أجرت عدة عمليات نوعية. هذا وقامت عدد من مستشفيات الدولة بإجراء العمليات النوعية على صعيد زرع المفاصل وزرع الكلية والجراحة التنظيرية لمفاصل الكتف والركبة إضافة إلى حقن الخلايا الجزعية بالمفاصل، ناهيك عن إجراء أول عملية جراحة قلب تنظيرية في سورية وهي «ربط اللسينة اليسرى لمرض الرجفان الأذيني»، وتعتبر هذه العملية هي الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط كونها بالغة الدقة نظراً لحساسية القلب الشديدة، ولاسيما أن المشافي الجامعية تضم اختصاصيين وممرضين على مستوى جيد لإنجاز مهامهم على أكمل وجه، في ظل الدعم الكبير المقدم لهم من التعليم العالي لمتابعة جميع الحالات المرضية على مدار الساعة. وفي السياق بيّن الخضر أنه تم إجراء ١٥٠٠ عملية جراحة قلب مفتوح منذ بداية العام وحتى تاريخه بما فيها العمليات التي تجريها مستشفى جراحة القلب للأطفال، موضحاً أن عدد العمليات شهرياً للكبار يقدر بنحو ١٥٠ عملية، علماً أن عدد العمليات يومياً يتجاوز الـ٥ عمليات. وأكد خضر أن عدد العمليات ازداد هذا العام بمعدل ٢٠ بالمئة عن ٢٠١٧، مضيفاً إن المستشفى يجري عمليات جراحة القلب مجاناً للمرضى في القسم العمومي، كما هناك قسم مأجور في القسم الخصوصي، ناهيك عن إجراء المستشفى لعمليات القثطرة القلبية التشخيصية، ووضع الشبكات المعدنية والدوائية، وتوسيع الشرايين، وتركيب البطاريات الدائمة. وأشار مدير عام المستشفى إلى وضع جهاز كهربائية القلب في الخدمة قريبا بكلفة ٢٠٠ مليون وذلك لمعالجة تسرعات القلب، وخاصة أن الجهاز يوفر مبالغ كبيرة على المرضى ممن كانوا يضطرون إلى المعالجة في خارج القطر، مؤكداً أن الأمر يتطلب تجهيز الغرف بشكل كامل. كما لفت خضر إلى تأمين جهاز طبقي محوري بكلفة مليار ليرة سورية، علماً أن الجهاز أصبح في الخدمة، مؤكداً قطع مراحل كبيرة في مشروع تأهيل وتجهيز الطابق الثاني في المشفى ليضم 5 غرف عمليات و25 سرير عناية على أن يكون في الخدمة قريباً ضمن خطة عمل المشفى لمتابعة إنجاز المشروعات ودراسة تطوير وتوسعة المشفى، بما فيه تطوير وتحديث الأجهزة اللازمة له وتقديم العناية اللائقة للمرضى عملاً بتوجيهات الوزارة التي تقدم مختلف الدعم لعمل المشافي الجامعية وتوفر جميع المستلزمات والأدوية اللازمة لينعكس ذلك على صعيد تأمين الخدمات للمرضى وتلافي كل المشكلات التي تعيق عمل المشفى. ونوه خضر بأهمية إحداث إسعاف ضمن المشفى مع عناية إكليلية خاصة بمرضى شرايين العضلة القلبية، علما أن الأمر ينعكس إيجاباً على صعيد استقبال حالات القسطرة القلبية واحتشاء العضلة القلبية. وتضم مستشفى جراحة القلب 125 سريراً، و20 غرفة عناية مشددة بما فيها غرف جراحة قلب الأطفال، إضافة إلى وجود 5 غرف عمليات، مؤكداً سعي المشفى لتقديم أفضل الخدمات، وإجراء العمليات على مستوى عالٍ، مع الاهتمام بالجوانب التدريبية لطلاب الدراسات العليا. الوطن