برغم المليارات بردى على حاله
بعد الكثير من الأحاديث، الإعلامية والرسمية والشعبية، عن نهر بردى ومأساته، والكثير من شكاوى المواطنين على الروائح الكريهة المنبعثة على طول مجراه وتفرعاته، وآثارها ونتائجها الصحية والبيئية، تم رصد الاعتمادات اللازمة من أجل تنظيفه مع بعض الإضافات مثل: محطات المعالجة وغيرها. فقد تم الإعلان منذ عام تقريباً عن رصد مبلغ كبير، بالمليارات، من أجل هذه الغاية، وقد بدأت محافظة دمشق بتنظيف مجرى النهر الرئيس وتفرعاته عبر عدد من المراحل على المستوى التنفيذي. المعلن من محافظة دمشق أن مجرى النهر تم تنظيفه عملياً وفقاً للمراحل التنفيذية المعلن عنها، للمجرى الرئيس من الشادروان لوردة مسار ومنطقة جسر الرئيس وصولاً لوزارة السياحة، ومجرى نهر تورا من الربوة للمالكي والروضة وصولاً إلى ساحة الميسات. واقع الحال يقول: إن المجرى وفقاً للمراحل التنفيذية أعلاه وكأنه لم تطله عمليات التنظيف المكلفة، والروائح الكريهة ما زالت متسيدة وطاغية على طول مجراه وفروعه، برغم كل الحديث عن المخالفات كرمي القمامة والمخلفات فيه، والأسوأ أن المياه الجارية فيه يغلب عليها أن تكون مياه صرف صحي من شدة سوادها وكثافتها، لدرجة تبدو معها وكأنها ثابتة غير متحركة كمستنقعات للمياه الآسنة، وأسوأ الأسوأ هو واقع تجمع القاذورات والقمامة في مفارق المجرى، عند كل حاجز شبك حديدي تحت جسر ما على طول المجرى والفروع، وما تخلفه تلك القاذورات بذاتها من روائح وما تستقطبه من حشرات وقوارض. والنتيجة، أن معاناة المواطنين ما زالت على حالها، وخاصة للقاطنين بالقرب من مجرى النهر وفروعه، فلا هم تخلصوا من الروائح الكريهة، ولا تخلصوا من آثار ونتائج القذارة بالنهر على مستوى البعوض والحشرات والقوارض، كما لم ينتهوا من التلوث البصري للمجرى بقذارته ولون مائه، وهؤلاء أكثر من يتساءلون عن المليارات التي رصدت وصرفت من أجل التخفيف عنهم، ومن أجل عودة المجرى لبعض نقائه. محافظة دمشق عملياً لم تعلن عن الانتهاء من عمليات تنظيف مجرى نهر بردى والمشاريع المرفقة بها بشكل نهائي، لكنها بالمقابل أعلنت عن إنجاز بعض المراحل التنفيذية أعلاه، وبالتالي يبدو تساؤل المواطنين مشروعاً ومحقاً. فأين النظافة والمياه النقية في النهر ومجراه، وأين المليارات التي رصدت لهذه الغاية؟. ولعل السؤال الأهم هو: هل ستستكمل المحافظة عملها على تتمة مجرى النهر والفروع بالسوية نفسها التي عملت بها بالمراحل المنجزة حتى الآن؟ وكالات