بعد ساعات من “الشنططة” على الطرقات يصبح الحصول على مقعد في السرفيس حلماً
في هذه الأيام أصبح همنا الوحيد واليومي وسقف طموحنا الوصول إلى مقعد في سرفيس وهي أحلام أغلبية المواطنين في جميع أحياء مدينة دمشق، إذ أصبح جل هم أهلها أن يحظوا بمقعد في سرفيس بعد ساعة وأكثر من الانتظار. مشهد محزن نراه كل يوم في منطقة البرامكة ومعارك طاحنة تدور رحاها على أبواب السرافيس أملاً بالفوز بمقعد وتحقيق حلم الولوج إلى داخل السرافيس التي تحول سائقوها إلى ملوك وعلى الجميع أن ينال رضى السائق فهو من يقرر من دون قيد أو وقوف إذا كان سيكمل طريقه أو سيختصر طريقه والمضحك المبكي أنهم يتفقون على الحجة نفسها وكأن سرافيسهم ينتهي المازوت فيها في الوقت نفسه وهنا لسان حال المواطن المعتر يسأل إلى متى هذا الاستهتار والإهمال بحق المواطنين وتشردهم على الطرقات من موظفين وطلاب وعجزة ونساء بحثاً عن وسيلة نقل. ناديا طالبة في كلية الآداب ومن سكان مدينة جرمانا تقول: مع بداية كل شهر أقوم بوضع مبلغ عشرة آلاف ليرة من مصروفي الشهري أجرة مواصلات خلال الشهر فأنا مضطرة لركوب أكثر من ثلاث وسائل نقل كل يوم حتى أصل إلى جامعتي لأن أغلب الميكروباصات لاتصل إلى نهاية الخط ما يضطرنا للنزول والصعود مرة أخرى بميكروباص يصلنا إلى جامعاتنا وهذه حال أغلب طلاب وموظفي مدينة دمشق، كما أن أغلب سائقي السرافيس (مامعه فراطة)على حد تعبير المواطنين المعتادين ركوب السرافيس يومياً ومسافات طويلة. أبو محمد سائق سرفيس على خط مزة جبل _كراجات يخرج من بيته من الساعة السادسة صباحاً وحتى 3ظهراً ويستغرب أن 50ليرة تعرفة الركوب التي يتقاضونها يعدها المواطن كبيرة فأجور المحروقات كبيرة عليهم وازدحام الشوارع كبير أيضاً ولاسيما وقت النهار، إضافة إلى ارتفاع أسعار قطع الغيار والتصليح. هيثم ميداني عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في محافظة دمشق أكد أن أجور المواصلات والتعرفة داخل المدينة يحددها مجلس المدينة في المحافظة، كما أن التعرفة تصدر بناء على اقتراح من لجنة المحروقات ومجالس المحافظات وجهات أخرى، موضحاً أن التعرفة المحددة عادلة لمصلحة المالك ولمصلحة المواطن، على حد تعبيره، مؤكداً أن المحافظة تنتظر الآن 200باص نقل داخلي ستصل خلال 85يوماً سوف تحل مشكلة الازدحام وفقدان الكثير من الآليات نتيجة الأحداث. لاتصل إلى نهاية الخط وصلت شكاوى عديدة إلى صحيفة «تشرين» من منطقة كفرسوسة يشتكون فيها عدم وصول الميكروباصات التي تخدم المنطقة إلى نهاية الخط وتحكم معظم سائقيها بالركاب ولاسيما في وقت الذروة وما بعد الظهيرة وحجة السائقين الدائمة في ذلك ارتفاع أسعار المحروقات وقطع الغيار وقلتها بسبب الحظر الذي نعانيه وواقع الطرق السيئة في المنطقة بسبب الحفريات الدائمة والمطبات على الرغم من وجود أكثر من 150 سرفيساً إلا أن هناك أزمة كبيرة تعيشها المنطقة بسبب عدم الوصول إلى نهاية الخط في المنطقة. المواطن حسن حمدان يقول في شكواه: نعاني عدم وصول الميكروباصات في منطقتنا إلى نهاية الخط فجميع الميكروباصات متفقة فيما بينها على الوصول فقط إلى نقطة معينة وتقف هناك وتنزل الركاب لتعاود مرة أخرى العودة إلى منطقة الفحامة وبذلك تختصر مسافة حوالي كيلو متر على نفسها وتأخذ التعرفة المحددة لها كاملة ونحن مضطرون لقطع هذه المسافة في كل يوم مشياً على الأقدام تحت أشعة الشمس الحارقة صيفاً وفي أيام البرد القارس شتاء.. لذلك نطالب مرور دمشق بضرورة وضع شرطي مرور يخالف كل من لم يصل لنهاية الخط. أبو فراس يقول في شكواه: في السابق كانت جميع الميكروباصات تصل إلى نهاية الخط ولكن الآن أصبحت جميعها تختصر الطريق ولا تصل لآخر نقطة في المنطقة حتى تتمكن من الحصول على سفرات أكثر وجميع أهالي المنطقة الآن في عذاب مستمر ويومي حتى يصلوا إلى بيوتهم. العقيد محمود الصالح رئيس قسم العمليات في دمشق أكد أن هناك مخالفات كبيرة تنظم في كل يوم بحق المخالفين بحق كل من لا يصل لنهاية الخط، وأضاف: سأقوم على الفور بإرسال دراجة إلى المنطقة نفسها تراقب هذا الخط وأي سرفيس لا يصل سوف تتم متابعته وأنا شخصياً سأذهب إلى المنطقة وسأحصل على تقرير مفصل بالإجراءات التي تم اتخاذها بالنسبة للشكوى فهذه المعاناة معاناة حي بالكامل وبالنسبة لنا المتابعة أهم من الشكوى وأن تكون المعالجة غير آنية. تشرين